خطر الاحتكاك المباشر بين القصر والجماهير
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

خطر الاحتكاك المباشر بين القصر والجماهير

المغرب اليوم -

خطر الاحتكاك المباشر بين القصر والجماهير

بقلم : جمال بودومة

لكل أجل كتاب. في 20 فبراير 2011 مات المغرب القديم، البلد الذي كان فيه لمقدم والقايد والمخزني والبوليسي ينكلون بالمواطنين البسطاء دون أن يحدث أي شيء. في الوقت الذي كان فيه رجال السلطة يمارسون هواية التماطل في تسليم شهادة السكنى وشهادة الميلاد وشهادة الضعف، في مختلف إدارات المملكة، كان مئات الآلاف من المتظاهرين يسلمون “شهادة الوفاة” لنظام بأكمله. الشارع أخذ الكلمة ولا أحد يمكن أن يسكته. في ذلك الأحد المجيد، بدّل الخوف معسكره: بعد أن كان الشارع يخاف من المخزن، أصبح المخزن مرعوبا من الشارع. صحيح أن الإصلاح الدستوري كبح جموح المتظاهرين، ومصير الثورات العربية أضعف زخم الاحتجاج، لكن المغرب القديم مات إلى الأبد، ومخطئ من يعتقد أن الرجوع إلى الوراء ممكن. وإذا لم تفهم الدولة مغزى التظاهرات التي خرجت بعد مقتل محسن فكري، في الحسيمة وبقية المدن، فإن هناك مشكلة، والمشكلة أن بعض تصريحات محمد حصاد تدل على أن وزير المخزن في حكومة الإسلاميين، “ما فهم حتى وزّة”، ويعتقد أن المغرب القديم مازال في كامل العنفوان!
محسن فكري طحنته “الحكرة”، قبل أن تطحنه حاوية الأزبال. ولأننا في عصر السمارتفون وفيسبوك ويوتوب، جابت صوره المؤلمة أطراف المعمور، وفي أربع وعشرين ساعة خرج الناس يحتجون ويعبرون عن امتعاضهم ورفضهم لاحتقار الشعب من طرف السلطة، بكل بساطة. هذه التظاهرات لم تدع إليها أحزاب ولا نقابات ولا جمعيات مرخصة أو محظورة، بل خرجت تلقائيا بعد دعوات سريعة على الإنترنيت، بمعنى أن الجماهير التي تحتج اليوم في الشارع لا يؤطرها أحد، بل عبارة عن أمواج بشرية هادرة لا أحد يستطيع التحكم فيها، وذلك أخطر ما في القصة. الاحتجاجات هذه المرة تتجاوز “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” و”العدل والإحسان” و”النهج” وعبدالحميد أمين وخديجة الرياضي وعبدالله الحريف… وكل الأطراف التي دأبت وزارة الداخلية أن تعلق الغضب الشعبي على مشجبها. وعندما يقول حصاد للمتظاهرين: “إنكم معروفون”، إنما يتحدى الأمواج المتلاطمة، وينفخ في الجمر الملتهب تحت الرماد في الريف. مجنون من يتحدى البحر أو النار أو البركان أو تسونامي!
في غشت 2013، تظاهر الآلاف في الشوارع احتجاجا على قرار ملكي، في سابقة من نوعها، عندما أفرج عن مغتصب الأطفال دانيال گالفان. اليوم تحتج الجماهير بشدة على سلوك أفراد السلطة، الذين لم يترددوا في “طحن” مواطن يدافع عن رزقه. في المرة الأولى حسم الملك الموقف وزار عائلات الضحايا، بعد أن لجأت وزارة الداخلية إلى العصا لقمع المتظاهرين. وهذه المرة أيضا، أرسل الملك موفدين إلى بيت الشهيد كي يمتص الغضب الشعبي. لكن إلى متى يظل القصر يصلح ما أفسده رجال السلطة؟ ما كل مرة تسلم الجرة!
في كل الأزمات الحادة، منذ فبراير 2011، أصبح القصر يتحاور مباشرة مع الجماهير دون وساطة من أحد. سواء في خطاب 9 مارس أو حادثة دانيال گالفان أو محسن فكري، رأينا الملك في قلب المعمعة، لدرجة يتساءل معها الواحد: لمَ تصلح الحكومة والبرلمان والأحزاب والنقابات واليزمي؟
بعيدا عن الشعارات التي تمجّد إنصات الملك إلى شعبه، يشكل الاحتكاك المباشر بين القصر والجماهير خطرا على المؤسسات الديمقراطية، وعلى مستقبل البلاد واستقرارها. الأجيال التي عرفت التلفزيون القديم، تتذكر أن مده بالكهرباء كان يتم عبر جهاز يشبه بطارية السيارة، اسمه “الريگيلاتور”، وحين يقدم الأطفال على غرس خيط التلفزيون مباشرة في “البريز”، يتعرضون للتقريع لأنهم يهددون التلفزيون بـ”الحرق”… كان جوف التلفزيون وقتها مليئا بالأسلاك والمصابيح، وأي عطب كهربائي يؤدي إلى تلف ما بداخله، لذلك كان المغاربة يستعملون “الريگيلاتور” كي يتفادوا تعطل الجهاز في حال انقطاع مفاجئ للكهرباء، وهي حوادث رائجة في تلك السنوات المظلمة. التلفزيون هو القصر والشعب هو الكهرباء و”الريگيلاتور” هو الحكومة والأحزاب والنقابات. واضح أن القصر يشتغل اليوم من دون “ريگيلاتور”، والخشية كل الخشية أن “يحترق” الجهاز برمته عند أول “كور سيركوي”!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر الاحتكاك المباشر بين القصر والجماهير خطر الاحتكاك المباشر بين القصر والجماهير



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib