الكل هاوِِ والكرة محترفة
11 شهيدا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غربي مدينة رفح محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الكولومبية ميجيل أوريبي خلال فعالية انتخابية غرب العاصمة بوجوتا زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر يضرب المحيط الهندي الأونروا تصف منع دخول الصحفيين إلى غزة بأنه حظر على نقل الحقيقة البنك الدولي يُعلن تحديث خط الفقر الدولي ليصبح 3 دولارات للشخص الواحد يوميًا زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة جبل آثوس في شمال اليونان سرايا القدس تعلن استهداف قوة إسرائيلية في كمين محكم بتل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة إصابة أربعة عناصر من الأمن العام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيكها في بلدة البغيلية بريف دير الزور الغربي الولايات المتحدة تُجدد دعمها الكامل لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة انفجار عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام نفذته قوات الاحتلال ضمن حملة أمنية وسط مدينة جنين
أخر الأخبار

الكل هاوِِ.. والكرة محترفة!

المغرب اليوم -

الكل هاوِِ والكرة محترفة

عبد الله الدامون

عندما حدثت تلك الفاجعة في ملعب محمد الخامس الأحد الماضي، وزهقت أرواح مشجعين رجاويين في «اقتتال داخلي» غريب، استغل البعض ذلك ودعوا على الفور إلى إغلاق ملاعب الكرة، وزادوا على ذلك بأن طالبوا بتحويل أرضيتها إلى مزارع للبصل. يجب أن نعترف بالمشكلة، أولا، كي نبحث عن حل، فليس من الممكن إغلاق الملاعب مثلما لا يمكن كذلك إغلاق المدارس والجامعات بسبب سقوط أرواح على أبوابها، وكم من أرواح سقطت داخل وحول مؤسساتنا التعليمية والجامعية. على مدى العقود الماضية قتل العشرات من الطلبة في صراعات دموية شرسة في الجامعات المغربية من أقصى البلاد إلى أقصاها، لكن لا أحد يطالب بإغلاق الجامعات، لكن الناس يجدون سهولة كبيرة في المطالبة بوقف مباريات الكرة وإغلاق الملاعب بعد سقوط أول ضحية، وشتان ما بين طلبة جامعيين قمة في الوعي وبين مشجعين كرويين قطع من الجهل. يجب أن نتذكر جيدا ما قاله «فلاسفة كرويون» من أن الكرة أفيون الشعوب، ليس لأنها أفيون حقيقي، بل لأن الكثير من الأنظمة الخائفة من شعوبها الجائعة والجاهلة والفقيرة، جعلت من الكرة وسيلة لتفريغ الغضب والأحقاد ونسيان الهموم، لذلك كان من الطبيعي أن توجد فرق قوية وملاعب كبيرة في بلدان لا تجد ما تأكله. لنتذكر ما فعله فرانكو بالإسبان في وقت لم يكن الناس يجدون ما يسدون به رمقهم. ففي الوقت الذي كان عدد كبير من الإسبان يربطون سراويلهم بالحبال لأنهم لا يملكون القدرة لشراء أحزمة، وأيضا لأنهم يتوارثون السراويل أبا عن جد، كانت في البلاد هستيريا كروية حقيقية، وصارت فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد تصنع الرأي العام الإسباني، الذي يفرغ كل أسبوع إحباطاته في ملاعب كرة عملاقة، ثم يمضي الناس باقي أيام الأسبوع في انتظار المباريات المقبلة، وفوق كل هذا اشتدت العداوة والبغضاء بين كل مناطق البلاد بسبب الكرة، بينما فرانكو يمسك بعنق الشعب كله بيد من حديد. كان ذلك أفيونا حقيقيا استخدمه دكتاتور يعرف ما يفعل، لكن فرانكو رحل وبقيت فرق الكرة وجمهور الكرة وملاعب الكرة، وها هي تدر اليوم على البلاد الكثير من المال والمجد وملايين السياح الذين يحلمون بمشاهدة مباراة في «البيرنابيو» أو «النوكامب». لقد تحول الأفيون إلى منجم ذهب، وذهبت الدكتاتورية وجاءت الديمقراطية، والملاعب عامرة كل أسبوع والاقتصاد يدور ويدور. لكي نتوقف عن إطلاق الدعوات غير المنطقية بوقف مباريات الكرة يجب أن نفهم أن المشكلة ليست في الكرة، بل في الظروف العامة المحيطة بالكرة، فالمغرب بلد متخلف، رغم أنه أجمل بلد في العالم، وهذه أول مرة في تاريخ البشرية يتزاوج فيها التخلف المزمن مع الجمال المطلق. بلادنا تحتاج إلى زمن طويل كي تكتشف شيئا اسمه التقدم والازدهار، لكن ذلك لم يمنعنا من الكذب على أنفسنا، فسمينا البطولة المغربية في كرة القدم بطولة احترافية، بينما لا شيء عندنا يسير بمقاييس احترافية، بدءا بأصحاب المناصب السياسية العالية وانتهاء بماسحي الأحذية. أردنا أن نكون مزدهرين في الكرة فقط وبنينا الملاعب الكبيرة في المدن الكبيرة كي نملأها بكثير من الشباب والمراهقين المحبطين والمنقطعين عن الدراسة، أو من الجهلة الذين يعتقدون أن الكرة هي كل شيء، وما عداها لا شيء. الذين يطالبون بإغلاق الملاعب ووقف مباريات الكرة بسبب ما جرى مؤخرا لا يطالبون بذلك عندما يسمعون باستمرار عن فرق تشتري البطولات كما تشتري البطاطا، وعن لاعبين وحكام ومسؤولي فرق يتاجرون في المباريات كما لو أنهم في سوق الجملة. إذا كان لا بد من إغلاق ملاعب الكرة فليكن ذلك من أجل أشياء كثيرة فاسدة، في الكرة وفي غير الكرة. لسنا أغبياء كي نقول إن الشغب في الملاعب غول لا يستطيع أحد إيقافه، وإلا لماذا استطاعوا وقف احتجاجات شعبية كثيرة كانت تناهض الفساد والرشوة، بينما لا يستطيعون إيقاف حفنة من مشاغبي الملاعب؟! ولماذا يلاحقون فقط أولئك المواطنين الصالحين الذين يطالبون بإنقاذ هذه البلاد من الإفلاس، بينما لا يعرفون كيف يطاردون بضعة رؤوس من مثيري الشغب في الملاعب؟ ولماذا يتدخل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من أجل العفو عن مشاغبين زرعوا الرعب بين سكان وتجار الدار البيضاء، بينما لا يتدخل للعفو عن شرفاء يتابعون ظلما وعدوانا؟ 
فوق كل هذا وذاك يسمون مباريات الكرة بطولة احترافية، مع أن لا أحد في هذه البلاد يريد أن يمارس عمله بشرف واحترافية. الكل هاو.. والكرة محترفة. عجيب!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكل هاوِِ والكرة محترفة الكل هاوِِ والكرة محترفة



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib