سماحة الإسلام ليست كفراً
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

"سماحة الإسلام" ليست كفراً

المغرب اليوم -

سماحة الإسلام ليست كفراً

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

«توضيح الواضحات من أصعب الصعوبات، هذا حديث العلم والمعرفة، ومن يحسب أن فهمه الخاص وفهم جماعته وحزبه للإسلام هو الإسلام الحقيقي والخالص الذي نزل على الرسول الكريم فقد أبعد النجعة وضيّق واسعاً وتشدد وتطرف دون اعتبار لقيمة الشهادتين ولأركان الإسلام، تماماً كما صنع الخوارج من قبل وتصنع جماعات الإسلام المعاصرة من «جماعة الإخوان» إلى «تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش».
«التسامح» و«التعايش» بين البشر والأديان، بين الشعوب والمعتقدات، مبادئ إنسانية نبيلة وقد عاش البشر قروناً مع أضدادها من الكراهية والتكفير والقتل والقتال، فأبادوا بعضهم بعضاً باسم الله والدين والطائفة والمذهب.
إنهما مبدآن إنسانيان نبيلان، لهما أصل ثابت في نصوص الأديان وأصل قويٌ في خبرات البشر، وهما يمثلان نتيجة تطور فلسفي وفكري حضاري من جهة ونتيجة تجارب مريرة لم يجن منها البشر سوى الدمار والهلاك، ولينظر كل عاقلٍ إلى الدول التي تتبنى هذه النظرة الضيقة والمتطرفة للإسلام ماذا جنت مجتمعاتها وشعوبها، وما أفغانستان إلا مثالٌ معاصر، وثمة دول تخلّت عن التطرف، ولكن ما زالت تدفع أثماناً باهضة من واقعها ومستقبلها.
يجلس شخصٌ مترفٌ يطلق عثنونه ويدّعي الزهد على أريكة وثيرةٍ ويفتح بثاً في مواقع التواصل الاجتماعي لا يحضره إلا متطرفو الأرض ثم يستجر كل عفن «الصحوة» وخطابها وفتاوى رموزها وتكفيرييها ليهاجم دولاً عربيةً قائدة ورائدةً من أريكته، فيدخل في الإسلام حكاماً وشعوباً وهو لا يرف له جفن.
أليس الإسلام دين السماحة؟ ألا يعرف هذا «الحنيفية السمحة»؟ ألا يستحضر هو وأتباعه ومؤيدوه كل نصوص السماحة في الإسلام؟ الجواب ببساطة هو أنهم يعرفونها جيداً، ولكنهم يفترقون في التعامل معها على طريقتين: الأولى، تجاهلها وتغييبها وعدم ذكرها واستحضارها لأنها لا تخدم المشروع الأصولي والسياسي الذي يتبنّونه، والثانية، تناولها بعد وضعها في سياقٍ ضيقٍ اختاروه، فيضعون لها من التحرّزات والاشتراطات ما يفقدها قيمتها وتأثيرها، فإن جاء فقهاء آخرون وعلماء معتبرون وأظهروها للناس وأبانوها للكافة ثارت ثائرة هؤلاء المتطرفين وقامت قيامتهم.
«التسامح» و«التعايش» مفهومان كبيران دينياً وإنسانياً، في الإسلام وغيره من الأديان، ومثلهما مفاهيم كثيرة ومتعددة مثل «الإنسانية» و«الحب» و«السلام»، والعداء لهذين المفهومين هو عداء لمنظومة متكاملة من المفاهيم الدينية والإنسانية، وانحياز سافرٌ لأضدادها من مفاهيم الكراهية والبغضاء والتكفير والدماء، وأي عاقلٍ قرأ التاريخ ووعاه يعلم أن هذه المفاهيم تؤدي إلى التطور والحضارة والسعادة بينما تؤدي أضدادها إلى التخلف والتطرف والشقاء.
مهما تشدد المتطرفون فإن «سماحة الإسلام» أوضح من أن يغطوها أو يغيبوها، ومهما زينت لهم صراعات التاريخ والمذاهب أن يزيدوا في التطرف ليجبروا المسلمين على اتباع منهجهم الضيق فإنهم لن يفلحوا، ولهم في ما صنعه «الخوارج» في التراث الإسلامي وما صنعته «الفرق» و«الطوائف» المتطرفة نموذج يوضح لهم فشل كل هذه المساعي وإن انتشرت وأثّرت لفتراتٍ معينة من التاريخ، وعمليات الاختباء خلف بعض الفتاوى القديمة أو الشخصيات التي قضت نحبها لن يجديهم شيئاً، فالزمان والمكان والظروف تختلف في فترات متقاربة من الزمن فضلاً عن المدد الطويلة والأزمنة المتطاولة.
أخيراً، ما أجمل ما كتبه الشاعر الكبير الجواهري في مثل هؤلاء الدعاة المتطرفين حين قال: وهؤلاء الدعاة العاكفون على/ أوهامهم صنماً يهدونه القربا
الحابطون حياة الناس قد مسخوا/ ما سنّ شرع وما بالفطرة اكتُسبا
والفاتلون عثانيناً مهرأة/ ساءت لمحتطب مرعى ومحتطبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سماحة الإسلام ليست كفراً سماحة الإسلام ليست كفراً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib