ترمب والتهديد بقطع الأموال
مصرع أربعة على الأقل في انقلاب قاربين للمهاجرين قبالة ليبيا مقتل 11 شخصًا نتيجة انزلاق أرضي وقع بعد هطول أمطار غزيرة في إندونيسيا منظمة الصحة العالمية ترفع درجة التأهب،معلنة عن تسجيل تسع إصابات مؤكدة بفيروس "ماربورج" المميت في إثيوبيا الجيش السوداني يُحقيق تقدم جديد في ولاية شمال كردفان مؤكداً سيطرته على منطقتين إضافيتين ضمن عملياته ضد قوات الدعم السريع الرئيس اللبناني يأمر بتقديم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي بسبب بناء الجدار في جنوب لبنان ترانسافيا توسّع رحلاتها المباشرة إلى مراكش وتُبقي خطي رين وبريست طوال العام لتعزيز الربط الجوي بين فرنسا والمغرب شركات الطيران الصينية تسمح باسترداد كامل لتذاكر اليابان بعد تصاعد التوتر الدبلوماسي بسبب تصريحات حول تايوان أحمد سعد يتعرض لحادث سير انتهاء أزمة الرواد الصينيين بعد ضياعهم في الفضاء البيت الأبيض يؤكد حضور الرئيس ترمب اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2025
أخر الأخبار

ترمب والتهديد بقطع الأموال

المغرب اليوم -

ترمب والتهديد بقطع الأموال

آمال موسى
بقلم : د آمال موسى

لا نحتاج إلى تدقيق وتمحيص كي نستنتج بما لا يحتمل الشك أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمتلك الطريقة نفسها في التعامل مع كل من يعارضه في أي مسألة أو موقف، أو حتى تأويل ما يجري من أحداث.

فالغالب على نمط طريقة ترمب هو التهديد. بل إنه التهديد الصريح وليس المستبطن. والظاهر أن دوافع توخي مثل هذا النوع العلني الصارخ من التهديد هو الشعور بالقوة والهيمنة على العالم، وأنه لا يحتاج إلى لغة التلميح واعتماد خطاب يخفي أكثر مما يعلن. فخطابات ترمب لا شقوق ولا شِفرات فيها تستحق الفك. فهي خطابات واضحة، لا تحتمل حتى التأويل من فرط صراحة الرسالة وطابعها المباشر.إذن، التهديد أداة السيد ترمب في مواجهة الخصوم والمارقين، سواء كان ذلك داخل الولايات المتحدة نفسها أو في منطقة الشرق الأوسط، وفي مختلف بؤر التوتر في العالم. وهنا يمكن تأكيد العلاقة العمودية التي تصر الولايات المتحدة على توخيها مع دول العالم باستثناء من يتمتعون بعلاقة أفقية تخضع لاعتبارات ومصالح وارتباطات عضوية خاصة. وبناءً عليه، ومن منطلق كون الولايات المتحدة هي من تمثل القوة ودولة مرجعيّة في كل شيء تقريباً؛ فإنها كأنموذج يقتدى به تُسوّق للعالم وللدول الصاعدة نظرية كاملة في التعامل مع الدول الأضعف والأقل قوة ومكانة اقتصادية وعسكرية. لنأتِ الآن إلى مضمون التهديد نفسه. صحيح أن ساكن البيت الأبيض يُهدّد بأمور كثيرة، ولكن ما نلاحظه هو كثافة تواتر مضمون يتكرر في تهديداته. وخلال هذه السنة الحالية قد تم تكرار التهديد نفسه، حيث هدد ترمب أكثر من ثلاث مرات بقطع المال عن أطراف بعينها بسبب مواقف لا تناسب البيت الأبيض وتوجهات رئيسه.

طبعاً تاريخياً تقوم سياسة الولايات المتحدة على هذه السياسة، ولكن لم يحصل أن تم التهديد بقطع الدعم المالي بشكل صريح ومعلن كما يفعل ترمب. فعادة التهديد يكون مقنعاً ويتخذ أشكالاً أخرى، كالتأخير في إرسال الدعم أو التقليص، في حين أن الوضع حالياً مباشر في تهديداته بشكل يُحرج المدعوم مادياً بشكل مضاعف.

فقطع المال هو السلاح الذي يشهره الرئيس ترمب في وجوه المعارضين لهوى البيت الأبيض، وهنا نستعرض التهديدات الثلاثة الأهم التي حصلت خلال هذه السنة:

التهديد الأبرز يتعلق بقطع المساعدات عن مصر والأردن؛ وذلك ردّ فعلٍ إزاء الرفض العربي لخطة ترمب الرامية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، حيث عبَّر صراحة ساعتها بأنه يسعى من وراء الدعوة إلى توطين الفلسطينيين في مصر والأردن إلى «شراء غزة وامتلاكها من أجل بنائها»، موضحاً أن لا حق للفلسطينيين في العودة.

وأمام الصدمة العالمية التي أحدثتها هذه الدعوة، فإن الرفض كان جواب مصر والأردن؛ الأمر الذي دفع ترمب للتهديد بقطع المساعدات المالية لهما. وطبعاً جاء التهديد في وزن الرفض وموضوعه؛ إذ إن مصر تتلقى سنوياً من الولايات المتحدة ملياراً و500 مليون دولار وتبلغ المساعدات للأردن ملياراً و600 مليون دولار. وللعلم، فإن هذه المساعدات تندرج ضمن عنوان المساهمة في استقرار وتنمية كل من مصر والأردن. لذلك؛ فإن التهديد بقطع هذه المساعدات هو أقوى عقاب وجده ترمب لأنه يعرف أن قطع المال أمر موجع في ظل التحديات الاقتصادية القاسية للمنطقة.

كما أن هذه المباشراتية في التهديد بقطع المساعدات المالية، بغض النظر عن التطبيق من عدمه، من شأنها أن تخلع عن هذه المساعدات كل أهدافها الاجتماعية المعلنة، إضافة إلى أنها قد تفتح جبهات صراعية بين النخب الحاكمة ومكونات الحقل السياسي العام، إذ إن المنّة تمس بالمشاعر الوطنية.

المثال الثاني الذي يؤكد أن التهديد بقطع المال سياسة ثابتة في تعامل ترمب مع المعارضين لطلباته، ما حصل مع أكثر جامعات العالم سمعة علمية وقيمة مرموقة وهي جامعة هارفارد؛ إذ احتج ترمب على قبول الجامعة طلاباً أجانب بنسبة تبلغ الربع تقريباً، واتهم الجامعة بتشجيع معاداة السامية؛ وذلك على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها الجامعة بشأن الحرب على غزة. ولمّا رفضت قيادة جامعة هارفارد نشر قوائم الطلبة الأجانب لتفحص خلفياتهم السياسية، فإن ترمب هدد بسحب مليارات الدولارات من تمويل الجامعة وتقديمها إلى مدارس مهنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

آخر مثال حديث العهد عن التهديد بقطع المال، السلاح الذي يفضله ترمب في التعامل مع المعارضين لطلباته ولدعواته يتصل بالساعات الأخيرة قبل فوز المسلم زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، حيث إن المؤشرات كانت تؤكد حصول الفوز، وفي محاولة للتأثير على الناخبين في نيويورك، فإن ترمب هدد بأنه ربما سيقطع تمويل نيويورك في حال فوز زهران ممداني.

إن سياسة التهديد الفجة بقطع المال والمساعدات بمثابة تكشير الرأسمالية المتوحشة عن أنيابها. ولعل الدرس من مثل هذه السياسة الفوقية العمودية والذي يهمنا جميعاً هو كيفية الخروج من حال المساعدات صغيرة كانت أم كبيرة، وذاك ليس عزيزاً على كل البلدان التي تتلقى المساعدات.

أما في خصوص استعمال هذه السياسة داخل الولايات المتحدة، فإن المعالجة تأتي من القضاء كما حصل مع جامعة هارفارد التي ربحت القضية. ويظل التهديد بقطع المال والمساعدات خطاباً ضعيفاً ومجرداً من الأخلاق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب والتهديد بقطع الأموال ترمب والتهديد بقطع الأموال



GMT 18:53 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الخصاونة غير المحظوظ في الحكومة وخارجها

GMT 18:46 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطي الفائق

GMT 18:38 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاءات الخرطوم ولاءات إسرائيل

GMT 18:31 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسفة «الجلَّابية»

GMT 18:26 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أزمات السودان والعراق وليبيا

GMT 18:21 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انسفوا هذا السيستم!

GMT 18:05 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حظ بطرس غالى

GMT 18:01 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس علم الروم

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:55 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم
المغرب اليوم - بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم

GMT 23:40 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرك لبناني لوقف الجدار الإسرائيلي المتجاوز للخط الأزرق
المغرب اليوم - تحرك لبناني لوقف الجدار الإسرائيلي المتجاوز للخط الأزرق

GMT 18:55 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بري يدافع عن حزب الله ويؤكد عدم صحة اتهامات تهريب السلاح
المغرب اليوم - بري يدافع عن حزب الله ويؤكد عدم صحة اتهامات تهريب السلاح

GMT 08:02 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب
المغرب اليوم - طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب

GMT 18:38 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

كوني أنت أمام الرجل

GMT 00:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

طنجة تستعد لإجراء عمليات جراحة مجانية لعلاج التشوهات الخلقية

GMT 06:50 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

«جرعة زائدة» تدفع إلى الشروع في القتل

GMT 01:27 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف يعلن سر موافقته على "بالحب هنعدي"

GMT 14:36 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

عصام الراقي يشكو الرجاء البيضاوي إلى الاتحاد المغربي

GMT 20:26 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيلسي يخطف نقطة ثمينة من موقعته أمام مضيفه ليفربول

GMT 14:17 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السجاد اليدوي الكردي يروي ذاكرة شعب مليئة بالأحداث والقصص

GMT 10:17 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية آخر الرومانسيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib