قراءة عالمنا بالعودة إلى كتاب قديم
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

قراءة عالمنا بالعودة إلى كتاب قديم

المغرب اليوم -

قراءة عالمنا بالعودة إلى كتاب قديم

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

قبل نحو ثلاثين عاماً، وقبل ستّ سنوات على 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك وواشنطن، صدر كتاب قُرىء على نطاق واسع بعنوان «جهاد ضدّ عالم ماك». وهو حمل في طبعتين مختلفتين عنوانين فرعيّين مختلفين، واحدهما يقول: «كيف أنّ العولمة والديمقراطيّة تعيدان تشكيل العالم؟»، والثاني يقول: «تحدّي الإرهاب للديمقراطيّة».

صاحب الكتاب هو المنظّر السياسيّ الأميركيّ بنجامين باربر (توفّي في 2017)، أمّا نظريّته الأساس فمفادها أنّ عالمنا الواحد مقسوم إلى عالمين اثنين: «الجهاد» و»عالم ماك». وهو لم يقصد بـ «الجهاد» حركات الإسلام السياسيّ النضاليّة وحدها، بل استهدف ظاهرات أعرض تبثّ القَبَليّة في قطاعات عريضة من سكّان العالم، وذلك من خلال العنف وسفك الدم وإشاعة ألوان من النزعة الحمائيّة والدينيّة والقوميّة ومن الولاء المحلّيّ والهويّاتيّ الضيّق. وبالمعنى نفسه فإنّ «عالم ماك» يتعدّى ماكدونالد ليطال سائر نتاجات العولمة ورموزها، من التليفونات المحمولة والكومبيوترات وتقنيّات الاتّصال إلى لون من الموسيقى السريعة...

«عالم ماك» هذا يدفع المعمورة إلى أن تصبح شبكة كونيّة تقودها وتتحكّم بها الشركات الكبرى، وهي شبكة أسبغت عليها غلبة التجارة والمصالح وتنميط السلع درجة بعيدة من التجانس. أمّا «عالم الجهاد» فتحرّكه، في المقابل، أحقاد محلّيّة مصدرها كراهية كلّ ما يتعدّى جماعتـ»ـنا» أو منطقتـ»ـنا» او قِيَمـ»ـنا».

ويتّصف «عالم ماك» بأولويّة السوق التي تنكسر قوميّتها على يد الرأسماليّة، بالمعنى الذي وصفه «البيان الشيوعيّ» لماركس وإنغلز في 1948، كما يتّصف بحاجة كلّ بلد، مهما كان كبيراً، إلى المتاجرة مع سواه بحثاً عن موارد لا يملكها. وإلى ذلك باتت تقنيّة المعلومات من محرّكات «عالم ماك»، وذلك من خلال تكوينها الحديث والعقلانيّ وإشاراتها التنويريّة (التي يشكّك بها ما بعد الحداثيّين)، وهذا فضلاً عن الشراكة الكونيّة في الهمّ البيئويّ، إذ ننتمي كلّنا إلى بيئة واحدة تنعكس أحداثها علينا جميعاً، وعلينا كلّنا الاهتمام بنظافتها.

لكنّ زعم «عالم ماك» أنّ التنوير والكونيّة العقلانيّة يخلقان مجتمعاً عالميّاً أمثل تسيّره العولمة زعمٌ مطعون فيه. ذاك أنّ العولمة هذه أتتنا في زيّ تجاريّ فإذا بثمارها شديدة المُجانسة والتسييس والبقرطة. وإذا أضفنا حالات الاستثناء التي يفرضها عليها الصراع مع «عالم الجهاد»، انتهينا إلى عولمة قليلة الحفول بانتشار القيم الحديثة والعداليّة أو المساواتيّة في العالم. فهي، في آخر المطاف، لا يهمّها من هذا الكون سوى المتاجرة معه والتربّح من جرّاء تلك المتاجرة. وبدورها فالرأسماليّة بذاتها قابلة للتعايش مع سائر أنواع الأنظمة السياسيّة والقيميّة ما دام أنّها لا تعترض سعيها وراء الربح ومراكمته. وها هي الصين تقدّم آخر الأمثلة وأقواها.

أمّا «عالم الجهاد»، أو «لبننة العالم»، فقِواه التي باتت تُسّمى «ثقافات»، هي حالات جزئيّة: فالمذاهب والطوائف والجماعات أكثر حضوراً فيه من الأديان والدول والأمم. وعلى عكس القوميّات القديمة التي سبق أن وحّدت بلداناً وأنشأت شعوباً، فنحن هنا حيال أطراف لا تكفّ عن الاقتتال والتنابذ والتجزئة. ويشهد عالمنا اليوم (1995) ثلاثين حرباً كبرى أو صغرى، معظمها دينيّ وإثنيّ، وهي في تزايد. فالمزاج الجهاديّ، إذاً، مزاج حروب تنبثق من الهويّات وترفع الهويّات عالياً بوصفها هي الهدف، من غير أن تكون الحروب أداة أخرى للسياسة. والدين، في هذا العالم، ساحة حروب حتّى الموت بهدف الإخضاع والسيطرة على الأرواح، كما كانت الحال مع الصليبيّين، فيما أصوليّاته الرائجة تجزّىء ولا تبقي على شيء من التوحيديّة المفترضة في الأديان. ولئن نمّى «عالم جهاد» حسّاً بالجماعة داخل جماعته، فإنّه، خارج هذه الجماعة، نهض على استبعاد المختلف واضطهاده وقمعه.

والدول الوطنيّة اليوم (1995) مهدّدة كلّها بـ»اللبننة» حيث تتصادم الثقافة والثقافة، والناس والناس، والقبيلة والقبيلة، وحيث تخفق رايات جهادٍ ترفعها أشكال لا حصر لها من الإيمان، كلٌّ منها يدين الترابط والتداخل والتعاون الاجتماعيّ والتبادل المدنيّ بين مختلفِين.

هذان العالمان يتناحران ويختلفان حول كلّ شيء تقريباً، لكنّهما يتّفقان حول الديمقراطيّة التي يواجه مستقبلُها أفقاً داكناً. فواحدهما ضدّها علناً وبالمطلق، والثاني غير مكترث بإنجادها. وقد كان لافتاً مثلاً أنّه لم تمض إلاّ أشهر على سقوط الاتّحاد السوفياتيّ وباقي بلدان كتلته حتّى تراجعت مسألة الديمقراطيّة أمام الانشغال بالسوق والانخراط في «عالم ماك»، وهذا بينما غرقت بلدان كيوغسلافيا السابقة والأجزاء الآسيويّة من الاتّحاد السوفياتيّ في خضمّ حرب أهليّة ضارية بين الهويّات.

لقد كانت أطروحة باربر سبّاقة، وهي حتماً أذكى وأشدّ تعقيداً من تبسيطات فرنسيس فوكوياما وتوماس فريدمان يومذاك، وإن كانت تفتح الباب لأسئلة أخرى ساهمت في بلورتها السنوات التي تفصلنا عن صدور الكتاب موضع التناول. لكنْ يبقى أنّنا أمام عالم موحّد ومقسوم معاً، ونزاعاتُ كوكبنا، بما فيها الحرب على غزّة، إنّما تندرج، في واحد من وجوهها الكثيرة، في ما وصفه الكتاب. أمّا الذين يتّفقون مع أطروحة باربر فيتحكّم الموقع بسلوكهم الاحتجاجيّ: مَن يعيش في شطر «ماك» ستنصبّ خصومته المباشرة على «ماك»، ومن يعيش في شطر «جهاد»، فليخاصم «جهاد» أوّلاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة عالمنا بالعودة إلى كتاب قديم قراءة عالمنا بالعودة إلى كتاب قديم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib