عن الحرب الثقافيّة في لبنان
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

... عن الحرب الثقافيّة في لبنان

المغرب اليوم -

 عن الحرب الثقافيّة في لبنان

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

 

تنشب اليوم في لبنان حرب ثقافيّة لم يشهد البلد منذ أواسط السبعينات مثلها ومثل حدّتها. أعداد من الشبّان والشابّات تأثّروا بتيّارات الحرّيّة في العالم، أو عاشوا في الغرب، أو أحسّوا بأنّ أحداً لا يملك الحقّ في أن يملي عليهم كيف يفكّرون وكيف يحبّون وماذا يشاهدون...، هؤلاء شرعوا يرفعون أصواتهم اعتراضاً. في 2019 جرى خنق تلك الأصوات إلاّ أنّ المآسي التي تلاحقت بعثتها من جديد.       

المسائل التي تتحوّل راهناً إلى محاور اشتباك تمتدّ من الأفلام السينمائيّة إلى السلوك الجنسيّ، ومن جورج سوروس إلى ثقافة الترفيه... وإذا كانت المدافع لا تسكت في التلفزيون، بدواعي الخلافات السياسيّة، فإنّ الخلافات الثقافيّة باتت تزوّد تلك المدافع بمزيد من القذائف.

مع هذا لا بدّ من توضيح: فالحرب الثقافيّة هذه لا يخوضها أطراف طائفيّون أو حزبيّون ثابتون ودائمون في مواقعهم. ذاك أنّ الكلام المتزمّت الذي نسمعه من هذا المرجع الطائفيّ أو السياسيّ قد نسمعه هو نفسه من مرجع طائفيّ أو سياسيّ آخر، والمرجعان قد يكونان على خصومة أو تباين في أمور أساسيّة عدّة.

وبالمعنى هذا فإنّ الحرب الثقافيّة لا تطابق الحرب الطائفيّة – السياسيّة، بل ربّما جاز القول إنّها لحظة هدنة من هُدَنها، أو لحظة انقطاع فيها، سيّما وأنّ الأطراف الأشدّ تزمّتاً في الطوائف كلّها تسند ظهرها دوماً إلى ما تظنّه مشتركات بين الأديان والقيم. وهذا بالضبط ما فعله مؤخّراً وزير الثقافة اللبنانيّ الذي اختار، في الحملة الراهنة على الثقافة، أن يجمع في شخصه الأنبياء وينطق بألسنتهم جميعاً.

بيد أنّ الاستدراك لا يلغي المسؤوليّة الخاصّة والمميّزة ومتعدّدة الأسباب لـ «حزب الله». فالأخير رسم الملعب الذي يستقبل هذه اللعبة. وفضلاً عن كون ذاك الحزب حالةً من التطابق الكامل بين رجل الطائفة ورجل السياسة، فإنّه الطرف الذي يضع أجندة الحياة اللبنانيّة العامّة، جاعلاً الآخرين أقرب إلى ردّ فعل على فعله. وهو استكمل رسم عالمه الثقافيّ، فضلاً عن عوالمه السياسيّة والحربيّة. فالحزب نموذج لمجتمع مُوازٍ، منتفخ بخصوصيّاته الطقسيّة والمذهبيّة، ما يضعه في حرب ثقافيّة كامنة ودائمة. يكفي نصف ساعة من مشاهدة قناته التلفزيونيّة، «المنار»، كي نتحقّق من أنّه يطرد كلّ مختلف في الثقافة وينبذه. حتّى اليساريّون و»مناهضو الإمبرياليّة» الذين يريدون محاباته في المقاومة نراه يرفسهم في القيم. وهو، كمثل كلّ بنية عقائديّة متماسكة ومغلقة، لديه إجاباته القاطعة، التي غالباً ما يعلنها أمينه العامّ، في سائر شؤون الحياة الزمنيّة، فضلاً عن الدينيّة.

وأغلب الظنّ أنّ المزاج الرسميّ الإيرانيّ بات أشدّ تزكية لذاك التجهّم الاستثنائيّ بعد مقتل مهسا أميني، وبعد تحوّل المرأة والحجاب والعنف الجنسيّ على النساء مواضيع أساسيّة في إيران، وهذا فضلاً عن تعاظم القمع الذي تطال شفرته المثقّفين والسينمائيّين. و»من علّمني حرفاً صرت له عبداً».

والحزب، إلى ذلك، ينعش أجواء التوتّر الثقافيّ بما يشيعه. وهو يشيع مناخين يشكّلان خلفيّة بعيدة أو قريبة لما يجري: واحداً زجريّاً عنوانه مكافحة التطبيع، والاجتهادُ في هذا الأمر لا يعرف حدوداً ولا ضوابط، والثاني عنوانه مناهضة الغرب وقيمه والربط الوثيق بين ثقافته وسياساته التي يرفضها الحزب ومشايعوه. وهذان مناخان مشبعان بسمٍّ كثير.

ولسبب آخر تتفوّق مسؤوليّة الحزب على مسؤوليّة الرجعيّين الآخرين: ذاك أنّ أجواء التوتّر والخوف والتعبئة التي يحرّكها وجود السلاح لا توفّر للأفكار المتنوّرة والمجدِّدة أزمنتها نموذجيّة. إنّها تدفع كل واحدة من الطوائف والجماعات إلى استفراغ أسوأ ما فيها وأكثره تخلّفاً، فما يتعاظم، في ظلّ مخاوف الطوائف، وزن رجال الطوائف في تحديد الصواب والخطأ، والجائز وغير الجائز.

لكنّ الحرب على الثقافة وعلى الحرّيّات في بلد كلبنان قد تكون أفدح كلفةً منها في أيّ بلد آخر. فلبنان من دون الجامعة ودار النشر والصحافة والسينما والمسرح والتلفزيون...، بلد مهيض الجناح، لا في اقتصاده فحسب، بل أيضاً في معناه نفسه.

ومناهضة الثقافة، والحال هذه، ليست أقلّ من كارثة تضاف إلى الكوارث التي عانيناها ونعانيها في الاقتصاد والسياسة والقضاء والتعليم وما كان متوفراً من عيش مشترك. لهذا سيكون مستغرباً أن تُستثنى الثقافة من هجمة همجيّة تقوّض كلّ شيء آخر يقع في طريقها.

وإنّما بفعل إدراكها هذه الحقيقة، وحساسيّتها حيالها، نبذت العهود السياسيّة لما قبل 1975 فكرة الإيديولوجيا الرسميّة المفروضة من أعلى. وقبل أن نُصاب بتمجيد المقاومة وبـ «عروبة لبنان» البعثيّة وبسواهما، لم توجد أيقونات مُحرّمة، ولا سُمح للنظام السياسيّ بأن يعكس نفسه ثقافيّاً. والحال أنّ من كانوا يُسمّون رموز «الثقافة الانعزاليّة» أُخضعوا، في العهود «الانعزاليّة»، لنقدٍ كاد معظمه أن يكون هجاء أو تشهيراً. يصحّ هذا في ميشال شيحا وكمال الحاج وشارل مالك والأخوين رحباني وسواهم.

أمّا اليوم فالمحرّم يوالي هجومه، والحرّيّات تمضي في صمودها النبيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عن الحرب الثقافيّة في لبنان  عن الحرب الثقافيّة في لبنان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib