التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين

المغرب اليوم -

التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين

د.ماجد السامرائي
بقلم: د.ماجد السامرائي

ما يحدث الآن في العراق هو أكثر من دمار حرب عالمية أو قنبلة نووية وثقته وأعلنته التقارير المحلية والدولية المتواصلة، وكشفت عنه ثورة شبابه السلمية.

هناك نظريتان بعيدتان عن العقائد والأدلجة الدينية واجهتا وتواجهان البشرية، الأولى ذات أبعاد تاريخية واقعية، والثانية افتراضية والهدف هو الإصرار على تحدي الدمار المادي المتحقق بفعل الحروب والنزاعات أو مواجهة احتمالات الدمار النووي.

الحقائق التاريخية الواقعية التي امتدت في سنوات الحربين العالميتين، أوائل وأواسط القرن الماضي، أحدثت نيرانها الفتاكة خسائر بالملايين من البشر إضافة إلى التدمير والخسائر المادية الهائلة، كان المثال الأكثر تعبيراً ما واجهه الشعب الياباني الذي دمرت مدينته هيروشيما القنبلة النووية الأميركية. لكن هذا الشعب الحي استعاد الحياة حيث حوّل الرماد النووي المرعب إلى طاقة بشرية هائلة في العمل والابتكار ليس لإعادة الإعمار، وإنما بإحداث قفزات متتالية بعقول شبابية حديثة متطورة استندت إلى قيم الإصرار على العمل وتحدي الصعاب، معززين ببطولات الساموراي التاريخية. وخلال سنوات قليلة وصلوا إلى الحلقات العليا في التكنولوجيا الحديثة خدموا من خلالها بلدهم والبشرية جمعاء.

المثال الثاني حصل لدى الشعب الألماني الذي سحق بمعاونة عالمية نزعات التعالي الشوفيني لهتلر وفكرته النازية التدميرية للأجناس العنصرية والدينية الرافضة لهيمنته وشوه القيم الإنسانية للألمان، ومع نهاية الحرب الثانية انطلق الشعب الألماني مواصلاً مسيرته في التقدم والتنمية بعد نجاح “مشروع مارشال” (جورج مارشال وزير خارجية الولايات المتحدة)، رغم انقسامه السياسي إلى شطرين غربي وشرقي بفعل نتائج الحرب، لتصبح ألمانيا بعد سقوط جدار برلين بلداً مثيراً للدهشة ومتربعاً على قمة الهرم الاقتصادي الأوروبي والعالمي.

النظرية الثانية متشبثة بسبل الحفاظ على البشرية وإبعاد المخاوف الافتراضية لما يمكن أن تؤول إليه الأزمات العالمية في الاقتصاد والتجارة والبيئة، حيث تختزن الولايات المتحدة الكثير من الخطط الإنذارية في مراكزها للتقنيات عالية الحساسية، إلى جانب اهتمام روسي بحدود ضيقة. على أساس مخاوف العلماء والدوائر الخاصة في الأمن القومي من احتمالات الحرب النووية المستقبلية المدمرة لأجزاء كبيرة من الكرة الأرضية ومن بينها الولايات المتحدة.

الغرض من طرح هذه الفكرة تدعيم فكرة أن الشعوب قادرة على تحويل الدمار الشامل إلى قفزة ثورية لتأمين سبل الحياة بعد الدمار، عبر مضاعفة فعاليات الإنسان في العمل والإنتاج إلى أعلى مداها، إذا ما وفرت لها الدولة، وهي صاحبة العقد الاجتماعي مع الشعب، وسائل النهضة المطلوبة والتطور المدني وإنهاء جميع عناصر وأدوات التخلف وتوظيف النظرية الديمقراطية كواحدة من المعايير السليمة للعلاقة ما بين الدولة والمجتمع.

هذه المقدمة تتطابق واقعياً مع ما يمرّ به العراقيون الآن، حيث يمر بلدهم للأسف بحالة تعطيل مفاعيل الحياة، متدحرجاً نحو هاوية الموت بسبب الحريق والتدمير الشامل الذي قادته ونفذته ضده القوى الطامعة فيه وتمثلت بدولتي الاحتلال، أميركا وإيران، وبتنفيذ متطرف من قبل القوى الإسلامية الشيعية المرتبطة عقائديا وأمنيا بطهران، والتي لا تبريرات مقنعة لتنفيذها مشروع التدمير الإنساني والتنموي وتعطيل الحياة سوى ذلك الارتباط الهادف إلى إبقاء العراق بحالة مهينة لا تختلف عن بلد أصيب بقنبلة نووية مقابل نهب المال.

منذ وصول ثورة الخميني إلى الحكم عام 1979 لم يترك النظام الإيراني الجديد فرصة للتحرش العسكري والعدوان إلا وقام بها في مسلسل استفزازي تحت مبررات مذهبية دفعت صدام حسين إلى التورط بحرب تدميرية استمرت ثماني سنوات بررها بسحق مشروع تصدير الثورة الإيرانية، ومنعه من التنفيذ في العراق أولاً ثم في الخليج ثانياً. وكان هدف الخميني من خلالها بسط نفوذه عبر جيشه ووكلائه المعتمدين بالداخل، وإقامة نظام ولاية الفقيه في بغداد. وحين عجز عن ذلك وتجرع “كأس السم” بوقف الحرب استكمل مشواره خليفته، خامنئي، عبر صفقة التاريخ مع الولايات المتحدة عام 2003.

ادعت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كذبا وتبريرا، بعد طوفان تدمير العراق بأنها لم تستهدف قتل العراقيين وتعطيل عجلة الحياة عندهم، بل استجابت قبل العام 2003 لنداءات عراقيين معارضين لحكم صدام حسين شيعة ادعوا المظلومية فسلمت الحكم لهم ومعهم الأكراد، لكن جميع تلك الإدارات الأميركية حتى عام 2011 تاريخ انتهاء الاحتلال للعراق كانت أدواتها السياسية والاستخبارية داخل العراق تراقب مسلسل القتل الجماعي للعراقيين من قبل الميليشيات التابعة لإيران بعناوينها المتعددة ولم توقفهم، كما لم تعطل عمليات النهب المنظم للثروة المالية العراقية التي قدرت بنصف تريليون دولار، إلى درجة أن أصبحت تلك الإدارات في نظر شعب العراق الشريك الفعلي لإيران في تدميره، وما دعواتهم الحالية إلى معاداة واشنطن سوى لذر الرماد في العيون، إلا إذا استفاقت الولايات المتحدة واستعجلت دعم العراقيين للخلاص مما هم فيه.

وحين قادت الولايات المتحدة مشروعا لإعادة بناء العراق مما خلفته الحروب تعثر منذ الأيام الأولى للاحتلال، فنهبت الأموال وعقدت الصفقات ما بين المتعاقدين الأميركان لبعض المشاريع وبين المقاولين المحليين، وكان أغلبهم من سياسيي الخط الثاني الشيعة حيث نهبوا الأموال التي كانت تتدفق من صندوق التنمية العراقي بواشنطن، كما فشلت دعوات الإعمار بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش وما خلفه من دمار هائل للمحافظات العربية السنية قدرت تكلفة إعادة إعمارها بـ88 مليار دولار، بسبب مخاوف الداعمين من ذهاب الأموال إلى جيوب السراق، في حين بلغت مداخيل العراق من النفط عام 2018، 7.83 مليار دولار وهي أكثر من هذا الرقم للعام 2019.

ما يحدث الآن في العراق هو أكثر من دمار حرب عالمية أو قنبلة نووية وثقته وأعلنته التقارير المحلية والدولية المتواصلة، وكشفت عنه ثورة شبابه السلمية منذ الأول من أكتوبر 2019 التي لا تنحصر أهدافها في مجيء رئيس حكومة بمواصفات تتلاءم مع متطلبات التغيير، وليس فقط انكشاف المعادلة الحقيقية والصراع التاريخي بين مشروعي الموت والحياة على أرض العراق، وإنما الدخول في المعركة الحقيقية بين قوتي الشعب المتطلع إلى المستقبل وإنقاذ العراق من الموت، وقوى التخلف والتبعية المطلقة لإيران صاحبة مشروع الموت في هذا البلد.

لهذا لا بد أن تنتصر إرادة الحياة على الموت والدمار في العراق، ولا شك أن نموذجي الشعبين الياباني والألماني، وبعدهما مثال انتصار نيلسون مانديلا في قيادته لشعوب جنوب أفريقيا ضد العنصرية والكراهية، أدلة تاريخية على مثل هذا الانتصار المنتظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين



GMT 06:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماذا تبقى من ذكرى الاستقلال في ليبيا؟

GMT 05:54 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل الديموغرافيا

GMT 05:51 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فتنة الأهرامات المصرية!

GMT 05:49 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟

GMT 05:46 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
المغرب اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 08:12 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين
المغرب اليوم - اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib