كارلوس يعود إلى فيينا

كارلوس يعود إلى فيينا

المغرب اليوم -

كارلوس يعود إلى فيينا

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطاالله

علّمتنا حرب لبنان أن نتبلد. في سنواتها الأولى كان أحدنا يسأل كل من يلتقيه: «متى تعتقد أن الحرب ستنتهي؟»، ثم تبيّن لنا أنْ لا جدوى من التساؤل، وأنها لن تنتهي إلا عندما يقرر ذلك محرّكوها ومشعلوها وتجار الموت. وأدركنا أنها عندما تنتهي سوف نعرف ذلك من دون بلاغ. سوف يتوقف القصف والقنص والحواجز والخنادق والجنازات التي تخشى الناس حضورها خوفاً من أن تصبح نعشاً.

لا أتابع محادثات فيينا النووية. أعرف من المحادثات التي استمرت 12 عاماً في الماضي أن إيران تريد إذلال مفاوضيها وإخافة العالم ولعب دور الفتوة الذي يأتي إلى الاجتماع وهو مقرر سلفاً رفض كل شيء. ولا شك أن دونالد ترمب ارتكب خطأً شديداً عندما ألغى الاتفاق الأول. فقد أعطى إيران الفرصة التي تريدها. فرصة أن تبدو في صورة الضحية المسالمة التي يعتدي عليها العدوانيون.

كل ما أتابعه من محادثات فيينا هو صورة الثلج المتساقط على المدينة التي شهدت الكثير من حروب العالم وسلامه. وأول من اكتشف فكرة الحياد في أوروبا. وقد ابتعدت عن الشرق والغرب وما بينهما. لم تعد تريد الإمبراطوريات ولا زمنها. وهي لم تغفر لنفسها حتى اليوم أنها كانت من أرسل العريف النمساوي هتلر، إلى ألمانيا، يخدّرها بخطبه الفارغة ويجرها إلى أفدح حروب العالم.يتساقط الثلج هادئاً على مدينة الجمال والحدائق، بينما تعاند إيران خلف الجدران من أجل سلاح مرعب لن تستخدمه إلاَّ للابتزاز. ابتزاز العرب بالدرجة الأولى. تهدد بإبادة إسرائيل لكنها تريد إخافة العرب. تلوّح بالسلاح النووي وتوزع على الميليشيات الأسلحة القابلة للاستعمال وضرب الاستقرار وتسميم حياة الشعوب ويومياتها وهنائها.

نسخة مؤلمة من ورثة كيم إيل سونغ. شعبها يكابد ودولته تبني الصواريخ وتخصّب أسلحة الدمار وتهدد طرق الثروة بالإغلاق. لا تحالِف إلاَّ دول التوتير والقلق واقتصاد المجاعة والفقر. والباقي عزلة وجفاء وعداء مع جوارها التاريخي. هكذا هو حرفياً وضع كوريا الشمالية في آسيا. ووضع فنزويلا في أميركا اللاتينية. الفقر هو الحقيقة الوحيدة والباقي طبخة بحص لا تنتهي إلا بنهاية النظام بعد سنوات طويلة من الصدأ والعذاب والعبث والقهر.

أنظمة واحدة وعقلية واحدة وأسلوب واحد. وليست الآيديولوجيا سوى قناع لا يخدع إلا صاحبه. حِلف واحد بين لافتة الشيوعية السوفياتية والماويّة والإيرانية. والثلج يتساقط على فيينا مدينة الدروس والخلاص في الحياد. يقول كاتبها التاريخي ستيفان زفايغ إن كثرة الأمطار علَّمت فيينا أن تُكثر المظلات لكي تتّقي الأمطار والثلوج.إيران تبحث عن خوَّة لا عن حل. خطفت مجموعة رهائن وتفاوض عليهم في فيينا تماماً كما فعل كارلوس في الماضي. دائماً كانت هنا. لا شيء سوى الابتزاز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارلوس يعود إلى فيينا كارلوس يعود إلى فيينا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020

GMT 15:59 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "هوندا" تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib