كيف ثم كيف

كيف ثم كيف

المغرب اليوم -

كيف ثم كيف

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لا أميل كثيراً إلى كتب «تطوير الذات»، برغم معرفتي أنها مفيدة لدى القطاع الأوسع من الناس، خصوصاً الناشئين والجديين وذوي الطموح. ومن هذه الكتب الأكثر شيوعاً ما يمكن تصنيفه تحت عنوان واحد، هو «كيف». أي كيف تصبح كاتباً، وكيف تصبح مليونيراً، وكيف تصبح شاعراً، أو روائياً. وأنا واثق من أن نجيب محفوظ لم يقرأ سطراً من «كيف» تصبح روائياً، ولا الوليد بن طلال «كيف» تصبح مليونيراً، ولا محمود درويش كيف تصبح شاعراً، وأي شاعر.
يقول المثل «أنا لا أصدق الخرافات، لكن لا ضير في الدق على الخشب». وقد وجدت متعة ومعرفة في كتاب عبد المحسن بن عبد الله الماضي «قراءة الكتابة»، وهو مجموعة مطالعات وأبحاث ودراسات في أصول وفنون الكتابة، تلخص كلها إلى أن الكتابة تُعلم بالكتابة، تماماً كما كان يقول المفكر صبري أبو المجد «العلم بالتعلم».
تأخذنا مطالعات الأستاذ عبد المحسن في جولة على حياة الكتاب وطرقهم في العمل وتجاربهم مع الصعوبات والنضوب، ويذكرني بقول تي. إس. إليوت، إن الشعراء الصغار يحاولون تقليد الكبار. أما الكبار فهم يسرقون من بعضهم البعض. ولذلك يتوقف المؤلف باحترافية عالية عند المقارنات. ويروي، في صدق وبساطة وأريحية، «كيف»، وبمن تأثر في رحلة العمر بين القراءة والكتابة. وفي شجاعة نادرة يقول إنه كان يبكي بعد قراءة مصطفى لطفي المنفلوطي، في «ماجدولين» أو «النظرات». ويتسلح بقول عبد الفتاح كيليطو «أن المنفلوطي صير للحزن قيمة»، ويخالف ذلك النظرة الشائعة عن تقييم الأديب الذي جاء من منفلوط، وهو كان مغرقاً في الرومانسية، وهذا ما جعل بعض كبار عصره يسخرون منه، أمثال عباس محمود العقاد. وقد وصفه البعض بأنه «صانع الدموع» لبلاغته في استدعاء صور الفقر والظلم واليتم.
تعرف سبب التأثر بالمنفلوطي وبلاغة الحزن عندما تقرأ سيرة المؤلف مختصرة في مقدمة الكتاب: لقد نشأ في بيت غابت فيه الأم مبكرة. أما الكاتب الآخر الذي تأثر به فكان جرجي زيدان، المولود في لبنان لأسرة فقيرة، لكنه كان أحد أعلام النهضة في مصر. وقد أعجب المؤلف بطريقة زيدان في سرد التاريخ الإسلامي من خلال 22 رواية صدرت عن «دار الهلال» التي كان هو من أسسها ولا تزال على ازدهارها وشهرتها حتى اليوم.
لكن المؤلف لا يخفي جانب الضعف من سيرة زيدان. فهو قد انتقد لأنه اعتمد المصادر الأوروبية في تدوين التاريخ الإسلامي، وإنه أساء إلى صلاح الدين الأيوبي، وهارون الرشيد، والأمين، والمأمون، وإنه كان شخصانياً يفتقر إلى الموضوعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ثم كيف كيف ثم كيف



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 02:45 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

مدرب بكين جوان يوضح الوضع محبط وأكثر سوءا

GMT 03:34 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

نصائح الخبراء لتفادي الشعور بالجوع والكسل

GMT 11:45 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مليحة العرب" تطرق أبواب الغناء بـ"غلطة كبيرة"

GMT 20:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبو شباب الحسيمة يحتجون مجددا على تأخر صرف مستحقاتهم

GMT 13:07 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب السوداني يستدعي 6 لاعبين من المريخ

GMT 09:26 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

الجيش يكشف عن أهدافه وتعاقداته في مؤتمر صحفي

GMT 15:11 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

Ralph & Russo "للخياطة الراقية لربيع 2019

GMT 04:05 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد عز يشرع في تصوير فيلم "يونس"

GMT 17:46 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إدارة السجون توضّح حقيقة اغتصاب سَجين في "عين السبع1"

GMT 01:30 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غادة إبراهيم تكشف عن استخدام الفوم لعمل عرائس المولد النبوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib