البيت الأبيض في عهد «كورونا»
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

البيت الأبيض في عهد «كورونا»

المغرب اليوم -

البيت الأبيض في عهد «كورونا»

غسان شربل
غسان شربل

هذا أسبوع المشاهد بامتياز. ولا تكون المشاهد طاغية ولامعة إلا إذا كانت أميركية. هذا على الأقل ما يحدث حتى الآن. لم ندخل بعد زمن المشاهد الصينية على رغم التكهنات باقترابه. الأكيد أنَّه سيكون مختلفاً في حال حدوثه. أميركا شرفة مفتوحة وبلا أسرار. الصين قلعة صارمة والغموض فيها من حراس الهيبة. في الأولى يجرؤ صحافي على نشر الغسيل غير الناصع لمراكز القرار من دون أن تصدمَه سيارة مسرعة أو تدفعه تقلبات عاطفية إلى القفز من الطبقة العاشرة. وعلى رغم وقوع الكرملين منذ بداية القرن الحالي في قبضة رجل بارع في تركيب المشاهد وصناعة الصورة ورعايتها وتحريك البيادق والأرقام، فإنَّ العالم لا يزال أسيرَ المشاهد الأميركية.

سيكون بعد غدٍ يوم المشاهد بامتياز. الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس الذين انقسموا بشدة حوله سيغادر البيت الأبيض. هذه أميركا وهكذا يقول الدستور. في العشرين من الجاري ينتهي التفويض الذي كان الشعب منحه لدونالد ترمب ليقود البلاد التي يمكن القول، مع شيء من التحفظ، إنَّها تقود العالم. لقد فوّض الأميركيون، عبر انتخابات رفضت المحاكم التشكيك في صدقيتها، رجلاً اسمه جو بايدن بقيادة السفينة في الأعوام المقبلة. والدستور واضح وعنيف ولا يتسامح. لا يحق لقبطان السفينة السابق تأخير موعد مغادرته تحت أي ذريعة. هذه أميركا لا تقبل فكرة الرئيس الخالد التاريخي المقيم إلى الأبد. يمكن للرئيس أن يبحث عن الخلود عبر تأسيس مكتبة أو إطلاق فكرة، لكنَّه لا يستطيع البحث بالتشبث بمكتبه وبالأختام.

أميركا شفافة ولا تستطيع النوم على الأسرار. نعرف الآن كيف وصل بايدن وكيف وصل ترمب قبله، والأمر نفسه بالنسبة لأسلافهما. لكنَّنا لا نعرف بالتأكيد ماذا جرى في الغرف المسدلة الستائر في بكين وانتهى بولادة «إمبراطور» جديد اسمه شي جينبينغ. لا نعرف أيضاً الخيوط الحقيقية التي مكنت ضابطاً برتبة كولونيل، كان مكلفاً بتجنيد الجواسيس في درسدن عشية سقوط جدار برلين، من الاستيلاء وبصورة شرعية على الكرملين وتدشين إقامته المفتوحة فيه. هذا العجز عن تمديد الإقامة بلا تفويض من الشعب كان يدفع بعض الرؤساء في الشرق الأوسط إلى اعتبار الرؤساء الأميركيين ضعفاء، لأنَّ موعد سقوطهم معروف حتى ولو فازوا بولاية ثانية. كان من الصعب على المنقذين الوافدين على ظهور الدبابات التسليم بأنَّ للولاية نهاية لاعتقادهم الراسخ بأن القبر وحده يستطيع استدعاء الرئيس، ولا يحق للدستور ارتكاب مثل هذا الإثم.

لم يكن باستطاعة ترمب أن يفعل ما فعله بعض رؤساء الشرق الأوسط. أي تحويل الانتخابات مجرد استفتاء على منسوب الولاء للسيد الرئيس واعتبارها فرصة لتخصيب مستوى هذا الولاء. لا يستطيع استخدام الدبابات، لكنَّه استعاض عنها بالتغريدات مؤكداً أن الانتخابات زُوّرت وأن الفوز سرق منه. ولأنَّ المحكمة هناك محكمة لم يسارع القضاة إلى هجاء الانتخابات والأصابع الأجنبية وإلغاء النتائج.
بعد غدٍ يغادر ترمب البيت الأبيض. دعك من السجادة الحمراء والموسيقى والتحيات العسكرية والطلقات. لياقة ترتيبات الوداع لا تلغي قسوة الوداع. كل وداع قاسٍ فكيف حين يكون وداعاً للبيت الأبيض، أي مقر قيادة الإمبراطورية و«القرية الكونية». وبين جولات الغولف سيكون لدى المغادر متسعٌ من الوقت لإحصاء عدد من خانوه خصوصاً بعد مشاهد اجتياح الكونغرس. لكن الأكيد هو أنَّ محارباً مجهولاً انقضَّ على الرئيس والعالم معاً وسرق من ترمب فوزاً كان محتملاً واسم المحارب فيروس «كورونا».

لن يشارك في الوليمة المسمومة. حفلة التسلم والتسليم. مشاركته تعني قبوله صفة الخاسر التي يكرهها. تعني أنَّه ذهب بعيداً في التضليل بعدما باحت صناديق الاقتراع بمكنوناتها. تعني أنَّه اعتدى على الديمقراطية والدستور أو شجع أنصاره على الاعتداء. لا يريد الانحناء أمام النتائج. ولا يريد إشهار ندمه على الأسلوب الذي تعامل به مع الزائر الغامض، خصوصاً حين حاول التخفيف من خطره وقدرته المدهشة على القتل والانتشار ومهاجمة المدن والأرياف والثكنات والمستشفيات والسفن التائهة في البحار. لا يريد أيضاً مصافحة الرجل الذي دفعه إلى التقاعد. كل عمل بعد البيت الأبيض يعتبر تقاعداً مريراً إذ لا تعويض يوازي هذه الخسارة حتى ولو ازدهرت الأعمال.

بعد غدٍ يغادر الرجل الذي شغل العالم على مدى أربع سنوات. سيغادر مجروحاً فقد وصل الأمر بخصومه حد حرمانه من القدرة على التغريد. هذا فظيع. صعب على المغرد الكبير أن يتحمل خسارتين: البيت الأبيض وشرفة «تويتر». ويفترض أنَّه يعرف أنَّ الدنيا جولات وفصول. وأنَّ حزبه على «تويتر» قد يتصدع ويتفكك. فتغريدات حامل الأختام شيء وتغريدات الرئيس السابق شيء آخر. مرارات.

بعد غدٍ سنطارد أخبار رجل آخر. أخبار جو بايدن. قاموس مختلف وأسلوب مختلف. فهذا الرجل لا يحب العلاج بالصدمات وإدارة الإمبراطورية بالتغريدات. لا يحب إطلاق العواصف واللكمات ومطالبة المؤسسات باللحاق بها وتبريرها والتوقيع عليها. بايدن ابن المؤسسات واللجان والكونغرس والإدارة. لم يخف لعابه فيما يتعلق بالموقع الأول. لكنَّه حين تعذر عليه ذلك جلس صبوراً في مقعد الرجل الثاني. لا تعوزه القدرة على الخطابة واستخدام الشاشات. ومعرفته بملفات الداخل والخارج ليست بسيطة. لكنَّه الحظ يغير اتجاه الرياح. جاء الوباء واقترع ضد ترمب ولن يذهب بايدن إلى التاريخ جالساً في الصف الثاني.

التقط بايدن الرسالة. هذا عهد «كورونا» في العالم. التعامل معه هو البند الأول على جدول الأعمال. النصيحة متروكة للعلماء والمختبرات لمساعدة صاحب القرار على إنقاذ الأرواح والاقتصاد. «كورونا» هو الملف الأول والملف الكبير. لديه في الإدارة الجديدة أصحاب خبرة في التعامل مع الملفات التقليدية الشائكة. التحدي المختلف هو هذا العدو المختلف.
هذا أسبوع المشاهد الأميركية. ها هو البيت الأبيض ينتقل من عهد ترمب إلى عهد بايدن في عهد «كورونا» المفتوح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيت الأبيض في عهد «كورونا» البيت الأبيض في عهد «كورونا»



GMT 16:41 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

فصح حزين على ما يجري للأمة وفلسطين

GMT 23:50 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قادم أخطر على جماعة الإخوان

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

إلى محافظ القاهرة

GMT 15:25 2025 الجمعة ,14 آذار/ مارس

شبحان فرنسيان والرئيس ماكرون

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib