هل نمثل أنفسنا أم نمثل الشخصية الدرامية
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

هل نمثل أنفسنا أم نمثل الشخصية الدرامية؟

المغرب اليوم -

هل نمثل أنفسنا أم نمثل الشخصية الدرامية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لا أعتقد أن هناك لجنة تحكيم تريد أن تسرق الكاميرا من فعاليات المهرجان، لكنها فقط تحاول أن تعبر عن نفسها لتحقيق إرادة أعضائها، إلا أن ما حدث في مهرجان برلين (73)، أن نتائج اللجنة التي أعلنت مساء السبت الماضى، كانت هي الأكثر إثارة للجدل كما أنها في نفس الوقت فتحت بابا للتأمل للعديد من القضايا السينمائية تحديدا والإبداعية عموما والتى يراها البعض محسومة مسبقا، إلا أنها واقعيا لاتزال قيد التداول.

دأبنا على الاعتقاد أن لجنة التحكيم تعبر عن رئيسها وهكذا وجدت النجمة الأمريكية كريستين ستيوارت 32 عاما تتلقى اتهاما بتوجيه دفة الجوائز، طبقا لمعاييرها، من واقع خبرتى أن هناك عاملين مؤثرين في الوصول للنتيجة النهائية، قدرة عضو اللجنة وليس فقط الرئيس على فرض وجهة نظره وهى قطعا تخضع لعوامل خاصة لا يتمتع بها كل البشر، قطعا مكانة رئيس اللجنة تسمح له بمساحة أكبر في الدفاع عن رأيه، لكن لا يشكل هذا بالضرورة القدرة على الحسم، كما أن تخصص عضو اللجنة في مجال ما: تمثيل، إخراج، تصوير يمنحه أيضا مساحة أكبر في تفنيد أسباب التفوق من واقع خبرته العملية، من المؤكد أن هناك تداخلا وتفاعلا في العمل الفنى بين الممثل وتوجيه المخرج، لكن تظل هناك لمحات خاصة للفنان المؤدى، حالة من التحليق، مثل المطرب الذي يؤدى لحنا ليس من إبداعه، إلا أنه بقدر ما يتعمق في تفاصيله يضيف أيضا إليه. سوف تلمح في جوائز الممثلين طفلة ومتحولا جنسيا فازا بجائزتى التمثيل، هل رئيسة لجنة التحكيم كان لها دور؟، غالبا هذه المرة نعم، فلا أحد من المفترض أن يعلن ما الذي تم تحديدا في كواليس اللجان.

طفلة تفوز بالجائزة، صوفيا أوتورو، لأداء الدور الرئيسى عن الفيلم الإسبانى (20 ألف نوع من النحل)، والممثلة الألمانية ثيا ايرو أفضل دور مساعد (حتى آخر الليل). طفلة تؤدى دور طفلة، ومتحولة تلعب دور متحولة هل تشعر أن هذا منطقى جدا ولا يوجد وجه للاستغراب أو حتى للتساؤل عن كيفية حصولهما على الجائزة، فهما لم يفعلا شيئا سوى تقديم جانب من حياتهما؟.

أنا أختلف معك تماما، أثيرت قضية مماثلة، في بداية المهرجان،عندما اعترضت ممثلة يهودية على منح دور يهودى لممثل غير يهودى على اعتبار أنه- أقصد اليهودى- هو فقط القادر على أداء دوره، وقالت هل من الممكن أن يلعب دور أسود ممثل أشقر أو العكس؟، سر الاعتراض هو أن الممثلة هيلين ميرين الحاصلة على الأوسكار، تؤدى دور جولدا وهى لا تدين باليهودية.

إجابتى هي أن الواقع عامل مؤثر، لكن فن الأداء هو الذي يملك الحسم، وقناعة الجمهور تنحاز للقدرة على الأداء، حتى لون الممثل، ليس هو الفيصل، يجوز تغيير اللون والملامح لو كان المكياج مضبوطا، حكى يوسف شاهين أنه عند عرض (باب الحديد) في برلين 1958 اعتقد الجمهور أن لديه إعاقة حقيقية في قدمه، وعندما شاهدوه تعجبوا كيف كان مقنعا في أداء دور (قناوى) الذي كانوا يسخرون منه بسبب تلك الإعاقة، لدينا أحمد زكى أشهر من أدى شخصيات واقعية متعددة ومتباينة، وهو لا يشبه أيا منها: طه حسين في (الأيام) وعبدالناصر في (ناصر 56) والسادات في (أيام السادات) وعبدالحليم حافظ (حليم)، وكان لديه طموح أن يؤدى عددا من الشخصيات التاريخية الأخرى أحمد فؤاد نجم (الفاجومى) والمشير عبدالحكيم عامر وأنور وجدى وغيرهم، فهل هو يشبه واحدا منهم؟.

توجد قصة أو طرفة متداولة ولا أدرى مدى صحتها التاريخية، تؤكد أن شارلى شابلن دخل في مسابقة لتقليد شارلى شابلن وحصل على المركز الثانى.

المطرب والملحن سعد عبدالوهاب أقيمت مسابقة بين جمهور الإذاعة في الخمسينيات بعد أن قدم إحدى أغنيات عمه الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بصوته واستمع الناس إلى الصوتين كل منهما أدى نفس المقطع، و40 في المائة فقط هم الذين عرفوا الإجابة الصحيحة، أغلبهم اعتقدوا أن صوت سعد هو لعبدالوهاب. يظل الفيصل في القدرة على الأداء الطفلة صوفيا أوتورو طبعا مع توجيه المخرجة الإسبانية استيباليز اوريسولا، كذلك المتحولة ثيا غيزر مع المخرج الألمانى كريستوف هوشهاوزلر، قدما دورين مقنعين كفن أداء، وليس لأنهما تعبران عن نفسيهما.

ليست المرة الأولى التي أشاهد طفلا أو فنانا يقف لأول مرة على الشاشة ويحصد الجائزة، التعامل مع الطفل هو الأصعب قطعا، كيف تحافظ على تلقائيته، إنها طفلة تؤدى دور طفل، لكنها تستشعر أنها أنثى، فهل صوفيا تؤدى دور صوفيا، المعاناة في الحياة التي تعانيها الشخصية الدرامية لم تعشها واقعيا، وهنا يبرز دور المخرج، هناك الذاكرة الإبداعية وهو ما يمكن توصيفه بالمخزون الاستراتيجى التي يحتفظ به الممثل شعوريا ولا شعوريا. كان رشدى أباظة كما روى لى نور الشريف لديه كراس يضع داخله لزمات صوتية حركية من الشخصيات التي يلتقيها، وعلم من رشدى أنه قد يستعيدها بين الحين والآخر، أمام الكاميرا، وهو بالمناسبة ما فعله نور في بعض الشخصيات التي يؤديها مثل دوره الشهير في فيلم (العار)، تلك اللزمة بحركة الرقبة اقتنصها من شخصية التقاها في الحياة.

هنا نتحدث عن تعمد التقمص، بينما عادة ما يحدث لا شعوريا، الممثل يكتشف أن بداخله نوعا من التداخل بين الشخصية على الورق وما اختزنه في الذاكرة، تفصيله من هنا وأخرى من هناك.

المتحولة الألمانية تعيش قطعا العديد من التفاصيل وفكرة السماح المطلق بتغيير المسار الجنسى في أوروبا التي يعتقدها البعض، واقعيا غير حقيقية، ودور المخرج ألا يجعل المتحول يعبر عن معاناته الذاتية ولكن يعبر عن الشخصية الدرامية. ويبدو مع الطفل دور أكبر وهو أن يحافظ على تلقائيته، هناك فارق بين طفل وآخر، وهذا هو ما فتح الباب أمام فاتن حمامة في فيلم (يوم سعيد) وكانت في نفس المرحلة العمرية الثامنة مثل صوفيا، وزاد المخرج محمد كريم عدد مشاهدها وأكملت بعدها المسيرة وصارت (سيدة الشاشة)، أحيانا نجاح الطفل الطاغى يحول دون استمراره لأن الناس ترفض أن تراه بعد أن تجاوز تلك المرحلة مثل ماكولاى كالكين بطل (وحدى في المنزل) وبعيدا حتى عن وقوعه في براثن الإدمان فإن الناس تشبثت به فقط طفلا وهو ما حدث عندنا مع الطفلة فيروز، وتبقى حكاية ثالثة وهى الممثل الذي يضع جزءا من شخصيته في نسيج كل أدواره مثل عادل إمام وهى حالة تستحق مقالا خاصا، بعيدا عن رحلتنا مع (برلين)، وكل عام وأنتم طيبون!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نمثل أنفسنا أم نمثل الشخصية الدرامية هل نمثل أنفسنا أم نمثل الشخصية الدرامية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:04 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى
المغرب اليوم - كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 13:59 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منتجع "إرسلان" نكهة الريف التركي البسيط في إزميت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib