عبد الوهاب «ظمأ وجوع»
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»!

المغرب اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لم يعش أبدا الموسيقار محمد عبد الوهاب تحت سطوة النجومية الزائفة، يبدو للوهلة الأولى أنه نجم غير قابل للمس، إلا أن الانطباع الأول هذه المرة لا يدوم.

نعم كان يخشى حتى تبادل السلام، ناهيك عن العناق مع الغرباء، أو حتى الأصدقاء، وذلك بسبب حالة الوسوسة المرضية التى كانت تنتابه، من احتمال أن ينقل أحدهم ميكروبا أو فيروسا أثناء المصافحة، إلا أن عبد الوهاب عندما يطمئن إلى أن محدثه لا يحمل أى مبادئ برد أو غيرها من الفيروسات، فأهلا ومرحبا، ولديه اختبار خاص، كان يطلب مثلا من الشاعر مأمون الشناوى، قبل اللقاء أن يردد اسمه ثلاث مرات (مأمون)، عندما يتأكد أن الميم تنطق «ميم»، وليست «نون»، يلتقيه على الفور وإلا اكتفى باللقاء التليفونى.

من ينجح فى لقاء عبد الوهاب، يكتشف على الفور أنه أمام ليس فقط ابن بلد، بل ابن نكتة خفيف الظل.

لم يلحق عبد الوهاب عصر (المحمول)، رحل مايو عام 1991، وكان من السهل جدا أن تتصل على التليفون الأرضى، ويأتيك صوته مباشرة الذى لا يمكن أن تخطئه أذن، وبعدها تستمع إلى أجمل (آلوه) فى الدنيا.

عبد الوهاب يحيل كل شىء إلى حالة فنية، فى واحدة من المكالمات تطرق الحوار إلى ألحانه باللغة العربية الفصحى، وارتباطه بعد شوقى بتلحين قصائد لكامل الشناوى، سواء غناها بصوته أو لحنها لآخرين، قلت له إن هناك قصيدة فى ديوان (لا تكذبى) عنوانها (ظمأ وجوع)، طلب منى أن أسمعه كلماتها والتى تبدأ بـ (أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع).

وتنتهى أبياتها القصيرة (إذا مررت، وكم مررت ببيتها، تبكى الخطى منى وترتعد الدموع)، وكرر الطلب بأن أعيدها عليه عدة مرات، وأكد لى أنها ممزوجة بالموسيقى، وسوف يلحنها، لأنها تخلق موسيقاها.

لا أدرى طبعا هل احتفظ ورثة الموسيقار الكبير بالأشرطة التى تركها فى بيته، بعضها عبارة عن مجرد ومضات موسيقية غير مكتملة، إلا أنها تظل أيقونة ثمينة، منسوبة إلى (موسيقار الأجيال)، أتصور أن هناك العديد من اللمحات الموسيقية لم تر النور، لهذه القصيدة أو غيرها أضاف عبد الوهاب عليها عددا من اللمسات الموسيقية.

كان عبد الوهاب يقطن فى شقة بالإيجار فى حى الزمالك، تطل على شاطئ النيل، كم تمنيت أن تتحول إلى مزار تملكه الدولة، إلا أن ما حدث هو أن الورثة تنازلوا عن الشقة، لصاحب العمارة، وصارت حاليا ملكا لآخرين.

عبد الوهاب لديه الكثير من الخواطر الموسيقية لم تر النور، هذا هو المنطقى لموسيقار كبير مثله حياته كلها موسيقى فى موسيقى، تعد حاليا عنه المخرجة الموهوبة (هالة خليل) مسلسلا يتناول حياته، وأخبرتنى أن أبناء عبد الوهاب، لم يضعوا أمامها- كما تعودنا أن يفعل الورثة- أى شروط أو عراقيل، على العكس تماما، أمدوها بكل ما تطلبه من وثائق، مؤكدين أنهم حريصون على أن يرى الناس عبد الوهاب الإنسان وليس الملاك!!.

كان عبد الوهاب قد باح قبل رحيله بأن لديه نحو 40 أغنية وقصيدة سجلها، فى منتصف الستينيات، مجبرا على حد قوله عند شمس بدران (وزير الحربية الأسبق الدفاع الآن)، الرجل القوى الثالث فى الدولة، بعد المشير عبد الحكيم عامر الرجل الثانى، الأول قطعا عبد الناصر، ورحل شمس فى لندن قبل نحو أربع سنوات.

حيث أمضى حياته هناك بعد هزيمة 67، وحتى الآن لم يتواصل أحد من الدولة مع ورثة شمس للحصول على هذه الألحان، خاصة أن وقت تسجيلها، كان صوت عبد الوهاب فى عز عنفوانه وجماله، الألحان طبعا على العود فقط، وتظل بالنسبة لنا ثروة قومية، يجب أن تسعى كل الأجهزة لاستعادتها.

أتصور أن ورثة شمس بدران سوف يرحبون، ومن الممكن أن تصبح تلك مادة ثرية ونادرة تطعم بها المخرجة هالة خليل مسلسلها القادم، الذى ينتظره الملايين من عشاق عبد الوهاب!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الوهاب «ظمأ وجوع» عبد الوهاب «ظمأ وجوع»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib