عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

المغرب اليوم -

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ارتدى رئيس مهرجان وهران السينمائى عبد القادر جريو (الكوفية) الفلسطينية، ألقى كلمة الافتتاح ووجه التحية للشعبين الفلسطينى واللبنانى، ولم يلغ مثلًا الفرقة الموسيقية ولا الغناء وقبلهما السجادة الحمراء، لم يشعرنا أننا نقوم بفعل شائن، عندما نحضر مهرجانًا سينمائيًا أو غنائيًا فهذا لا يعنى أننا نسينا أو تناسينا، أو كما يحلو للبعض أن يردد (وطى شوية صوت الراديو حتى لا يسمعك الجيران) كان ينبغى أن يقام مهرجان (وهران) للسينما العربية فى موعده، عدد من الأصوات فى عالمنا العربى، ومنذ العام الماضى كان يعلو صوتهم بالرفض.

ولهذا أطفأنا العديد من المصابيح التى هى المعادل الموضوعى للمهرجانات، فى مهرجان وهران تم تكريم نجمين كبيرين، المخرج اليونانى (كوستا جافراس) 91 عامًا وزوجته المنتجة التى تصغره بسنوات قليلة (ميشيل راى) ومن الجزائر محمد الأخضر حامينا 94 عامًا المخرج العربى الوحيد الحاصل على سعفة (كان) الذهبية، والنجم المصرى محمود حميدة الذى أتم قبل أشهر قليلة السبعين ولا يزال فى الملعب محافظًا على لياقته الإبداعية وحصلوا جميعًا على جائزة (المهر الذهبى التذكارية) عن حصيلة مشوار العمر.

بعد ٧ أكتوبر، بداية من مهرجان (الموسيقى العربية)، ثم (القاهرة السينمائى)، وفى تونس (قرطاج) وفى الجزائر (عنابة) وغيرها، توقفت تقريبًا كل المهرجانات، أفلت مهرجان (الجونة) من هذا القرار، لأنه يتمتع بمرونة فى الحركة، وبالتالى حرية اتخاذ القرار، حيث إنه لا يحصل على دعم مادى من الدولة، ولا أتصور مثلًا أن حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، كان مقتنعًا بقرار إلغاء المهرجان الدورة الماضية، ولكن كان لزامًا عليه أن يلتزم برأى الدولة.

قرر الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) ومعهما الرئيس التنفيذى للمهرجان عمرو منسى إقامة الدورة بعد تأجيلها أكثر من مرة، إلا أنهم أيضًا وضعوا العديد من الممنوعات والمحاذير.

يومها طلبت أن نتذكر فقط ما الذى فعلته أم كلثوم بعد هزيمة 67، عندما جابت المحافظات المصرية، ثم الدول العربية وانتقلت إلى فرنسا وغنت الكثير من رصيدها العاطفى ووجهت الحصيلة للمجهود الحربى، وهو نفس ما فعله أيضًا عبدالحليم.

السلطة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر أعطت توجيهاتها للإذاعة المصرية وكانت وقتها فى عز قوتها وسطوتها أن تقدم للجمهور الضحك لمجرد الضحك، وهكذا استمع المصريون فى رمضان بعد الهزيمة بأشهر قليلة إلى مسلسل (شنبو فى المصيدة) بطولة شويكار وفؤاد المهندس ويوسف وهبى، وغنوا فى المقدمة (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو) على طريقة (البارودى) الساخرة التى تعنى الوجه الآخر.

الأصل أنها أغنية وطنية (بلدى يا بلدى، بلد الأحرار يا بلدى)، كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين كمال الطويل، كتب عليها الشاعر فتحى قورة الكلمات الساخرة بنفس لحن الطويل الذى أشرف بنفسه على تسجيل الأغنية بأصوات فؤاد وشويكار ويوسف بك وهبى، ولم نر اعتراضًا من أحد، رغم أن الهزيمة كانت أعمق جرح عاشته مصر والعرب، أدرك عبدالناصر أن المطلوب هو ألا نستغرق أو بالأحرى نستسلم للأحزان.

حكى لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد أنه بمجرد أن حل يوم 9 يونيو وباتت الهزيمة معلنة فى كل أنحاء العالم، كانت تقريبًا كل القيادات فى مبنى ماسبيرو ترى أن تنضم كل موجات الإذاعة والتليفزيون ولا تقدم عبر موجاتها سوى القرآن الكريم.

أصغر عضو فى تلك اللجنة الإذاعية نادية توفيق المتخصصة فى البرامج الغنائية والموسيقية، قالت لهم إن الموسيقار محمد فوزى سجل قبل رحيله بأشهر قليلة بصوته أغنية (بلدى أحببتك يا بلدى)، وكلها حب فى الوطن بلا دموع أو آهات وصارت هى الأغنية المعتمدة قبل أن يقدم بليغ حمدى والأبنودى وعبدالحليم (عدى النهار).

فى هذا العام كان عدد من الأصوات مع اختلاف أهدافها كانت ترى أن الصمت هو الحل، وعلينا أن نعلنها صراحة لا وقت للسينما بينما الدماء العربية تنزف فى غزة وجنوب لبنان، ليس أمامنا سوى إقامة سرادق عزاء ثم انتصر صوت العقل، السينما أحد أسلحة المقاومة، وفى غزة لم تتوقف الكاميرا عن رصد ما يجرى وأقيم مهرجان فى (غزة) ليوثق الوحشية الإسرائيلية، المقاومة أيضًا بالكاميرا.

فى العام الماضى كنت أحد الأصوات القليلة بل النادرة التى رفضت أن نتشح جميعًا باللون الأسود ونطفئ كل الأنوار، وسلمنا أنفسنا للحزن باعتباره سلاح المقاومة الوحيد.

مهرجان وهران يعود بعد توقف دام ست سنوات للساحة العربية وهو متخصص فى السينما العربية، السؤال: هل نحتفى فى الشارع العربى بالسينما العربية؟ المهرجانات العربية تمنح لها مساحات مثل (وهران) فى الجزائر، (أبو ظبى) و(دبى) فى دولة الإمارات العربية، التى ظلت طوال سنوات إقامتها تضع السينما العربية فى مقدمة المشهد، و(العين) الذى يولى اهتمامه بالدرجة الأولى بالسينما الإماراتية أولًا إلا أنه لا يغفل أبدًا توجهه العربى.

(قرطاج) بتونس مهرجان عربى إفريقى، (القاهرة) يقيم مسابقة عربية (آفاق) بجوائز خاصة ومتنوعة و(الجونة) و(جدة) وغيرها تمنح السينما العربية مساحات معتبرة من الجوائز، ورغم ذلك لا تزال السينما العربية تعيش فى مأزق، وتواجدها أو حتى اقتناصها للجوائز فى المهرجانات الكبرى لا يعبر عما تستحقه حقيقة من قيمة، من الممكن مثلًا أن تقارن السينما الإيرانية بالسينما العربية لتكتشف أن إيران نالت عددًا أكبر من الجوائز فى المهرجانات الكبرى بالقياس بكل دول العالم العربى.

إلا أننا بعيدًا عن المهرجانات، لن نجد حضورًا واضحًا للسينما العربية فى الشارع العربى، إلا فى القليل النادر، حيث تُعرض أحيانًا أفلام مصرية أو لبنانية بدول الخليج العربى، بينما نلاحظ خفوت هذا الحضور فى أغلب البلدان العربية.

السينما العراقية مثلًا نادرًا ما نجدها فى دور العرض، رغم أنها واحدة من أعرق السينمات الراسخة عربيًا، كان للعراق مؤسسة سينمائية لها بعدها القومى، وليس فقط الوطنى، وأنتجت لأكثر من سينمائى عربى بحجم صلاح أبوسيف (القادسية)، وتوفيق صالح (الليالى الطويلة) وغيرهما، تقلص كل شىء مع الزمن وندرت السينما التى تدعمها الدولة، خاصة بعد أن واجه العراق العديد من المعضلات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إلا أن السينمائى عادة لديه أسلحة للبقاء، وفيلم (شارع حيفا) للكاتب والمخرج مهند حيال الذى يعرض هذا العام فى وهران ضمن أفلام عراقية أخرى، حيث إن هذا العام مخصص للسينما العراقية- دليل موثق على ذلك، ونكمل غدًا رحلتنا من (وهران)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة» عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib