من يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

من يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط؟

المغرب اليوم -

من يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

منذ اتفاق «سايكس بيكو» عام 1916، لم ينقطع الحديث في الشرق والغرب، عن إمكانية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، سواء من قبل المفكرين الغربيين على شاكلة المؤرخ بيرنارد لويس، أو من العسكريين على غرار كتابات رالف بيترز «وحدود الدم»، أو حتى من قبل بعض قادة الدول.

آخر هذه التصريحات جاء من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي تحدث عن إسرائيل بوصفها دولة صغيرة تحتاج إلى أن تكون أكبر، ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لمح إلى أن التغيرات الجغرافية والسياسية في المنطقة قد تكون حتمية. لكن إلى أي مدى يمكن أن نأخذ مثل هذه التصريحات على محمل الجد؟

يكتسب حديث تغيير الشرق زخماً الآن نتيجة للعودة لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على غزة، هذا بالإضافة إلى المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران، أو إسرائيل وإيران، وكذلك ما يحدث من قلاقل في تركيا وسوريا.

فهل يمكن أن تتغير الخرائط بالفعل؟

بالنظر إلى التاريخ الحديث، نجد أن التغيرات التي طرأت على خريطة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، كانت نادرة. باستثناء تقسيم فلسطين عام 1947، وإنشاء إسرائيل في 1948، وانفصال جنوب السودان عن شماله عام 2011 بعد عقود من الحرب الأهلية، لم تشهد المنطقة أي تعديلات رئيسية على حدود الدول التي رسمها الاستعمار.

صحيح أن الشرق الأوسط شهد تفكيك الاستعمار واستقلال كثير من الدول، لكن هذه الدول بقيت ضمن حدودها الأصلية، رغم ضعف مؤسساتها الداخلية، أو ربما هشاشة بعضها، والصراعات العنيفة التي نشبت فيها. بل حتى بعد حروب أهلية مدمرة في العراق وسوريا واليمن وليبيا، ورغم سيطرة قوى غير حكومية على أجزاء من الدول مثل حالة «حزب الله» في لبنان، لم يتم الاعتراف رسمياً بأي تغييرات حدودية. ولم يتغير وجه الشرق الأوسط.

هل الصراعات سببها الدين والعرق؟

لطالما حاول البعض تفسير النزاعات في الشرق الأوسط من منظور ديني أو عرقي، كما حدث في حالة السودان، حيث تم الترويج لفكرة أن الحرب بين شمال مسلم عربي، وجنوب مسيحي أفريقي، كانت السبب الرئيسي للانفصال. غير أن الواقع أثبت أن الدين والعرق لم يكونا العامل الحاسم، فبعد انفصال الجنوب، لم يتحقق السلام في السودان، بل اندلعت حرب أهلية داخل الجنوب نفسه بين مكوناته المختلفة، وفي الشمال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

هذه الأحداث تعكس ما تقوله مدرسة الواقعية السياسية: الصراعات ليست ناتجة عن الدين أو العرق، وإنما عن السلطة والثروة والنفوذ. هذه العوامل هي المحرك الأساسي للنزاعات، أما الدين والعرق، فهما مجرد أدوات تُستخدم لتعبئة الجماهير، وليسا الأسباب الحقيقية للصراع.

فلسطين وإسرائيل: هل تكرار السيناريو السوداني ممكن؟

إذا كان الدين والعرق لم يفسِّرا ما جرى في السودان، فكيف يمكن تفسير الصراع في فلسطين، حيث المواجهة تبدو واضحة بين يهود (دين وعرق) وعرب (دين وعرق)؟

لكن هل يعني ذلك أنه إذا سيطرت إسرائيل بالكامل على الضفة الغربية وقطاع غزة، فسينتهي الصراع ويحل السلام؟ أم أن إسرائيل ذاتها قد تواجه حروباً أهلية داخلية، كما نشهد في السودان اليوم؟

إسرائيل ليست كتلة واحدة متجانسة، فهي تتألف من يهود غربيين (أشكيناز) وشرقيين (سفارديم)، إضافة إلى عرب فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية. هناك أيضًا تيارات دينية متشددة، وعلمانيون، ومستويات مختلفة من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية. في حال تم فرض سيطرة مطلقة على فلسطين، قد تنفجر صراعات داخلية داخل إسرائيل نفسها، ليس فقط بين اليهود والعرب، بل أيضاً بين اليهود أنفسهم حول قضايا النفوذ والسلطة والثروة.

هل تغيير الخرائط يجلب السلام؟

ما أود طرحه هنا نقطتان رئيسيتان: أولاً التغيير في الخرائط يحدث ببطء شديد، وأغلب الحدود التي رُسمت قبل قرن لا تزال قائمة، رغم كل الحروب والثورات. الشرق الأوسط يشهد تحولات داخلية، لا إعادة رسم للحدود. ثانياً أن السلام لا يأتي نتيجة لتغيير الخرائط. تقسيم فلسطين لم يجلب السلام، وانفصال جنوب السودان لم يحقق الاستقرار، بل أنتج صراعات جديدة داخل الكيانات نفسها.

قد تستمر الصراعات في الشرق الأوسط بأشكال مختلفة بين الدول وداخل الدولة الواحدة، ومحاولات توسيع نفوذ الدول، كما فعلت إيران في أربع دول عربية، وتفعل إسرائيل أيضاً، ومع ذلك تبقى فكرة تغيير وجه الشرق الأوسط، أو إعادة رسم الخرائط التي يتزعمها نتنياهو، أمراً بعيد المنال، أو غير قابل للحدوث.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط من يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib