قالت مصر أمام القمة

قالت مصر أمام القمة

المغرب اليوم -

قالت مصر أمام القمة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

  الآن.. وقد عاد الرؤساء العرب من القمة التى انعقدت فى جدة إلى بلادهم، فإن السؤال يظل عما يجب أن نضعه من بين ما قيل فى إطار فلا ننساه.

كان الوقت المخصص لكل رئيس لا يتجاوز الدقائق المعدودة على أصابع اليد الواحدة، وكان على كل مَنْ جاء يمثل بلاده أن يختصر حديثه فى أقل الكلمات.. ولم يجد الرؤساء بديلًا عن أن تكون كلماتهم رسائل تلغرافية تصل إلى المعنى من أقصر طريق.

وكانت كلمة الرئيس السيسى واصلة إلى ما تريده بشكل مباشر، وكان مما يستوقفك فى الكلمة حديث الرئيس عن أن الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها فرض عين وضرورة من ضرورات الحياة.

ويفرق أهل الفقه بين فرض العين الذى يتعين على كل واحد منا أن يقوم به، وبين فرض الكفاية الذى إذا قام به واحد سقط عن الآخرين.. وعلى سبيل المثال فإن رجلًا إذا ألقى السلام على مجموعة من الناس، فإن رد السلام ليس فرضًا على كل واحد فيهم، ولكن يكفى أن يرد أحدهم فلا يكون على البقية منهم شىء.. أما فرض العين فهو واجب على كل شخص، ولا ينفع فيه أن يؤديه رجل عن آخر.. كالصلاه مثلًا التى لا بد أن تؤديها بنفسك، حتى ولو وصل الأمر إلى أن تؤديها بعينيك راقدًا.

ولأنه لا حياة ممكنة فى أى مجتمع فى غياب الدولة المتماسكة ومؤسساتها القوية، فإن الرئيس اختار أن يضع هذا المعنى فى القلب من كلمته.. ولأن الحديث كان فى قاعة القمة العربية وفى حضور رؤساء وممثلى ٢٢ دولة، فإنه كان يتوجه إلى كل مواطن مصرى مع كل مواطن عربى على السواء.

والسبب أن استهداف الدولة كان فى كل دولة عربية، بمثل ما كان عندنا هنا بالتوازى.. إننى أستدرك سريعًا لأقول إن الكلام عن الاستهداف من خلال فعل «كان» ليس دقيقًا بالمرة، لأنه استهداف لا يزال مستمرًّا ولم يصبح من الماضى كما قد يظن بعضنا، ولأن نظرة على ما يجرى فى السودان من يوم ١٥ إبريل إلى هذه اللحظة، سوف تكشف لك عن أن الاستهداف الذى بدأ مع ما يسمى بالربيع العربى قبل ١٢ سنة، لا يزال يواصل طريقه إلى هدفه البعيد!.

الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ضرورة من ضرورات الحياة، ولأنه كذلك فهو فرض عين على كل واحد بيننا فى مكانه.. فلا حياة ممكنة بغير دولة متماسكة، ولا قدرة للدولة على أن تنهض بما يجب أن تنهض به، إلا فى وجود مؤسسات حية تستند عليها.. ولا بديل أمام الإعلام سوى أن يتلقف هذا المعنى، ثم يظل يشرحه للناس لعله يدق به باب كل مواطن مسجلًا بعلم الوصول

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالت مصر أمام القمة قالت مصر أمام القمة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib