اختبار الجيل العظيم
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

اختبار الجيل العظيم

المغرب اليوم -

اختبار الجيل العظيم

عبد المنعم سعيد
بقلم : عبد المنعم سعيد

التاريخ يكتب بأكثر من طريقة، مرة باعتباره صراعاً بين الطبقات الاجتماعية، ومرة أخرى بالغزوات والتراجعات، والانتصارات والانكسارات، والتقدم والتخلف، وهناك ما هو أكثر. كتاب «الجيل العظيم» الذي نشره توماس جون (توم) بروكاو عام 1998 يتناول الدور الذي تلعبه أجيال في فشل المجتمعات أو تحقيق عظمتها وقدرتها على تغلب أزمنة صعبة ومستحيلة ومنذرة. قصته في الكتاب مع الجيل الأميركي اعتباراً من 1929 في قلب «الكساد العظيم» بكل ما احتوى عليه من فقر وجوع؛ وبعد عقد من الزمان حين بات في مواجهة الحرب العالمية الثانية. خلال عقد ونصف العقد حمل الجيل الأميركي على أكتافه مهمة الخروج من المأساة ثم التغلب على كل شيء وخروج الولايات المتحدة من الظلام إلى النور، ومن القهر إلى العظمة، ومن الفقر إلى الغنى، ومن دولة بازغة انسحبت من قدرها بعد الحرب العالمية الأولى إلى القوة العظمى الأولى في العالم التي تقتل بالقنبلة النووية؛ وبعدها تصعد إلى الفضاء.

سوف نترك الولايات المتحدة جانباً، وننظر في واقعنا العربي الذي يبدو لي وقد استقر له جيل جديد بات عليه أن يغالب قرابة نصف قرن بعد «النكسة» ليس فقط في الحرب مع إسرائيل؛ وإنما «الهزيمة» في اختبار الدولة المستقلة حديثاً، والتي تخلصت من الاستعمار. المحنة لم تعكس فقط انكساراً في موقعة، وإنما انكشافاً فكرياً وحضارياً عميقاً يتعرض لأشكال من التخلف والاحتلال والتيه في العالم له علاقة بـ«الأصالة والمعاصرة» و«الحرب والسلام» و«التقدم والتخلف». لم يكن الطريق سهلاً ومع الاختبار الأول كانت القاعدة «أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، فكانت حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 في جانبيها العسكري والنفطي. بشكل مؤقت سوف ترتكز على التجربة المصرية؛ مع التأكيد أن المثال سوف يشمل العرب عندما نضع الاختبار في مرتبة التحقيق.

الجيل الذي ذهب يطالب الرئيس جمال عبد الناصر بالبقاء، لم يكن جيلاً لا خاضعاً ولا خانعاً، معظمه من نتاج التعليم المجاني عندما كانت المجانية لا تعني تخفيض نوعية التعليم لكي تلائم الموازنة العامة. كان العالم يتغير، وكان عدد من يعرفون القراءة قد زاد، ولم تعد الصحف وحدها هي مصدر النبأ، وإنما كان مضافاً لها الإذاعة والتلفزيون الذي ينقل ما يجري في كوكب فسيح. من كان في هذا الجيل داخل القوات المسلحة بقي فيها السنوات الست التالية، وكان هو الذي استقبلنا عندما أتى الدور لكي نتعلم منه وليس فقط في فنون القتال. لا توجد مدرسة في مصر يطلع فيها المصري على مصريته قدر ما تقدمه القوات المسلحة. بعض منا جاء من تجربة السد العالي وكان التفكير عما سوف يلي من مشاريع كان أشهرها منخفض القطارة.

لم تكن الحياة سهلة حيث يوجد التدريب والمناورات والاستعداد، وكانت برودة الليل قاسية في خدمات الحراسة ساعة الفجر، وكان الحر قائظاً وقت السير والحركة من مكان إلى آخر. كان خريجو الجامعات منا لا يشعرون، رغم قسوة كبح أحلام ما بعد التخرج، إلا بجلال المهمة التي تنتظرهم. لم يترددوا في توجيه رسالة تخرج في مظاهرات ذهبت إلى ميدان التحرير تطالب بالحرب، في وقت كان فيه شباب العالم يطالب بالحب وليس الحرب، في إشارة إلى حرب فيتنام التي لفظ فيها الجيل الأميركي العظيم آخر أنفاسه. بالنسبة إلينا لم يكن الحال كذلك، ولحسن الحظ أن العدو لم يعرف عن وجودنا الكثير، ولا ما يشكله من فارق. ومعه اعتبر معركة رأس العش والمدمرة إيلات وميناء إيلات وحرب الاستنزاف لا تزيد على حشرجة أنفاس أخيرة. معركة 6 أكتوبر 1973 شكلت نقلة في النخبة المصرية القائدة من تجربة «ثورة يوليو» إلى نظرة جديدة على الكون تنتج مشروعاً للسلام مع إسرائيل والتقدم مع «الانفتاح الاقتصادي».

أحلام الجيل ضاعت ليس فقط مع اغتيال السادات، وإنما لأن التجربة أخرجت من ضلوعها اختبار الازدواجية ما بين اللحاق بالعصر أو السجن داخل آيديولوجيا متأثرة بأفكار سجناء «الإخوان المسلمين» وما تبعهم من أفكار «القاعدة» و«داعش». الآن، الاختبار الأعظم تولّد بعد تراكم حروب الخليج؛ وبعد «الربيع العربي» على ما فيه من فوضوية وأصولية. يتمثّل الاختبار بالسعي نحو الاستقرار الإقليمي الذي نشهد فصوله في شرم الشيخ ما بعد حرب غزة الخامسة. الاختبار ونتيجته يحتاجان إلى البحث في مسائل معقدة لجيل شاب وطموح ويعيش في القرن الحادي والعشرين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار الجيل العظيم اختبار الجيل العظيم



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib