بقلم - عبد المنعم سعيد
فى بداية حرب غزة الخامسة كان السؤال الشائع هو ماذا تخطط إسرائيل لليوم التالى بعد أن تنتهى من تحقيق أهدافها المعلنة لاستعادة الرهائن وتدمير غزة والقضاء على حماس؛ وهل تعيد احتلال الإقليم، وهل يتملكها الطمع فتعمد إلى التخلص من الفلسطينيين لكى يحل المستوطنون مكانهم؟ كثير من ذلك أظهرته الأحداث والتصريحات، ولكن ذلك لم يتحول إلى استراتيجية لإيقاف الحرب والسعى نحو سلام لا تواجه فيه إسرائيل حربا. على العكس توسعت الحرب لكى تصل إلى إيران والبحر الأحمر وما وراء هضبة الجولان السورية وجنوب لبنان. أحيانا انتقل حديث «اليوم التالي» إلى الولايات المتحدة خاصة بعد زيارة ترامب التاريخية إلى الخليج العربى وبداية الحديث عن امتداد السلام الإبراهيمي؛ وشق الطريق نحو دولة فلسطينية من ناحية أخرى. الآن اختلطت الأمور بين واقع الحرب وأحاديث السلام التى تقوم على أمر واقع يقوم على الابتزاز الدبلوماسى والضغط العسكري. الأمر هو أن «اليوم التالي» ينبغى ألا تكون مهمة إسرائيلية أو أمريكية فحسب وإنما يشارك فيه العرب، خاصة هؤلاء الذين أقاموا بالفعل سلاما مع إسرائيل أو الذين كانوا يقتربون من هذا السلام والذين يسعون إلى التنمية والاستقرار الإقليمي. ترك الموضوع لإسرائيل أو للولايات المتحدة يعنى استمرار الحرب والصدام وإدخال موضوعات جديدة مثل البرنامج النووى الإيرانى إلى الساحة والتى تضمن استمرار الحرب سنوات عديدة. المهمة الأساسية لتقديم اليوم العربى التالى هو ضمان بقاء الفلسطينيين فى أرضهم ومنع التطهير العرقى والقتل الجماعى يجب له ألا يغرق أو يضيع فى جبهات أخري. الواضح فيما شاهدناه ونشاهده الآن أن كثيرين منا لم يستوعبوا حالة الحرب الحالية؛ ولا درسوا الحروب السابقة؛ والأخطر أنهم لا استوعبوا ولا درسوا تجارب السلام سواء كان دافئا أو باردا. الأمر يحتاج إلى قدر كبير من التفكير العربى خاصة من الدول العربية التى تأثرت بالحرب الجارية، وسوف تتأثر بشكل السلام الذى سوف يأتى من أذربيجان!.