حديث الهدنة
وزارة الصحة في غزة تحذر من كارثة إنسانية تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى ارتفاع إجمالي وفيات المجاعة وسوء التغذية في غزة لـ422 حالة منهم 145 طفلا استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة نازحين ومركبة وسط وغرب قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 64 ألفا و871 شهيدا و164 ألفا و610 إصابات منذ السابع من أكتوبرعام 2023 أميركا تعتذر عن احتجاز 300 عامل كوري جنوبي في مصنع لـ"هيونداي" جيش الاحتلال يقتحم منزل مخرج فلسطيني حائز علس الأوسكار في الضفة الغربية اندلاع حريق في مصفاة نفط روسية بعد هجوم ضخم بمسيرات أوكرانية استشهاد 62 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على أبراج سكنية وملاجئ في مدينة غزة قطر تعلن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف قافلة عسكرية بإقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان الجيش الباكستاني يعلن مقتل 12 من جنوده في كمين نصبه مسلحون بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلا
أخر الأخبار

حديث الهدنة...!

المغرب اليوم -

حديث الهدنة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

عند قراءة هذا المقال، سوف يكون قد مضت 48 ساعة على «الهدنة» في غزة، وبقيت منها 48 ساعة أخرى. في حديث نتنياهو لمجلس وزرائه، قال إنه من ضمن أسباب قبوله للهدنة المؤقتة أربعة أيام أن تقوم القوات الإسرائيلية بالإعداد للجولة القادمة من الحرب. لم يستخدم تعبير «التقاط الأنفاس»، ولا استخدمت «حماس» هذا التعبير، ولكن من المفهوم أن التفكير في إعادة الذخيرة إلى البندقية، والصاروخ إلى منصته، بينما المعركة حامية الوطيس، صعب.

بالطبع، فإن الهدنة كانت ضرورية لكل الأطراف في غزة وخارجها، فالعالم كله أراد هدنة، ربما ليغسل عاره، حيث يصعب استرداد الشرف، بينما «الخدج» من الأطفال، أي هؤلاء المولودين توًّا، لا تنفع حضانتهم في حمايتهم من العدوان أو الجوع أو حرمانهم من الأكسجين. ويبدو أننا في كل أزمة كبرى سوف نتعلم كلمة عربية جديدة، في أزمة الكورونا عُرفت كلمة «الجائحة»، التي وجدتها في القاموس تعنى «الهلاك»، وهو المعنى الأشد تعبيرًا صادقًا مع الوباء.

الآن، الأزمة تأتى من جوف التاريخ بالغ القدم، وكأنما يضعنا مباشرة أمام ما لا يوجد ما هو أحدث مثل مولد طفل، وأحيانًا لم يستكمل نموه في رحم أمه، ربما بالطبيعة، أو من الخوف، أو من المسيرة الطويلة التي هي تقليد النكبات الفلسطينية، أو من الذعر الذي تسلل عبر مئات الملايين من الخلايا إلى عقل طفل لم يُولد بعد.

مشهد «الخدج» كان هو الأشد إلحاحًا من كل مشاهد غزة، ليس لأنه لم تكن هناك مشاهد فظيعة أخرى، وإنما لأننا اعتدنا هذه الأخرى في حروبنا السابقة، أو حتى في حروب الخليج والحروب العالمية.

عرفنا حروبنا، التي أصبحت كلها أرقامًا، حتى إن قطاع غزة أصبحت لديه خمسة حروب عدًّا ونقدًا من الأرواح والأموال والمدن والمستشفيات والمدارس ونكبة رحيل البشر. لم يكن هناك فارق بين «النكبة» هذه المرة، والنكبات السابقة، نفس الهرولة، والجرى، وعربات تجرها الدواب، ومركبات تزدحم أسطحها بالبشر والقليل الذي يحتاجونه من غطاء.

الطريق إلى الهدنة لم يكن سهلًا، كانت للعالم كله مصلحة في التخلص من الأنين، وفى المنطقة، فإن الواجب جعل القمم تتوالى، وكان صعبًا علينا أن نفهم لماذا لا يتحرك «المجتمع الدولى»؟، ولماذا لا يعرف أحد شيئًا عن «حقوق الإنسان»؟، ولدى مجموعات منّا هل يمكن مخالفة «القانون الدولى» بهذه السهولة؟.

المسألة في كل جوانبها دائمًا أعمق وأعقد من كل ما نعرفه، وبشكل ما، فإن التاريخ يثقل بثقله حين يحل «الهولوكوست» والنكبة إلى كفتى الميزان دون معرفة أننا نعيش الآن في القرن الواحد والعشرين. على أي الأحوال، فإن ساعات الهدنة تبدأ بالعمل الشاق للاستعداد للجولة التي تليها؛ ولكن الحالمون بالسلام يحتاجون أيامًا أكثر للإنقاذ وربط الجراح والتعامل مع الحالات الإنسانية، وربما التفكير في طريق للسلام.

الحقيقة هي أن مَن أسهم في التوصل إلى الهدنة، القطريين والمصريين بشكل خاص، نجحوا في وضع قاعدة، ربما تفيد في إطالة مدى وقف القتال، ربما، ومَن يعلم، فقد يكفى الأمر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. القاعدة هي أنه في مقابل إطلاق كل عشرة رهائن لدى الفصائل الفلسطينية المقاتلة- أساسًا حماس والجهاد الإسلامى- فإن إسرائيل مستعدة لإطالة وقف إطلاق النار 24 ساعة إضافية.

الأمل هكذا كبير، فحماس ورفاقها لديهم 240 رهينة، سوف يطلق منهم 50 خلال أيام الهدنة الأربعة، وسوف يبقى لديها ما يكفى 19 يومًا إضافيًّا. إسرائيل بالمقابل لديها أكثر من 8000 أسير وأسيرة، ويمكنها أن تقدم ما يقابل ذلك. الوسطاء ربما تكون لديهم فرص إضافية.

ما وصلنا إليه ربما تبدو فيه روائح للتفاؤل، وهذا ليس من تقاليد الحروب العربية الإسرائيلية، وفى عام 1948 كان هناك أكثر من هدنة انتهت إلى أكبر فوز عرفه الإسرائيليون، وكبرى الكوارث التي عرفها الفلسطينيون.

ولكن التفكير في أن التاريخ لا يعرف إلا كيف يعيد نفسه هو خرافة قائمة على تعميم ما لا يعمم لأن الزمن لا ينزل في نفس النهر مرتين لأن العالم الذي وضع حرب أوكرانيا جانبًا لا يستطيع الابتعاد عنها كثيرًا، خاصة أن هناك فرصة لحل الدولتين، وعودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى مكانها مرة أخرى.

ولأن العالم العربى يعرف الآن الإصلاح والتنمية، ويريد الاستقرار الإقليمى، وهناك مسارات سلام جرَت من قبل وأخرى كانت في الطريق، واستكمال ذلك يتطلب البداية الجديدة بوقف أكثر ديمومة لإطلاق النار. الضغوط سوف تكون كثيرة، ومَن يعلم إلى أين سوف تنتهى هذه الهدنة؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث الهدنة حديث الهدنة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند

GMT 11:06 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الكشف عن "ميني كاب"أصغر سيارة إطفاء في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib