الخروج من العزلة الأخطر
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الخروج من العزلة الأخطر!

المغرب اليوم -

الخروج من العزلة الأخطر

حسين شبكشي
حسين شبكشي

هل كان سيلقى جبران خليل جبران نصيبه نفسه من القبول والشهرة والانتشار لو استمر في الكتابة باللغة العربية وبقي في لبنان، أم أن قرار انتقاله لوطنه الجديد بالولايات المتحدة والكتابة باللغة الإنجليزية كانا السبب الفارق فيما حدث له من نقلة نوعية لافتة مهمة جداً؟ هذا السؤال يتكرر في حالات كثيرة مماثلة ومشابهة، مثل الكاتب التشيكي العملاق ميلان كونديرا الذي انتقل للعيش بالعاصمة الفرنسية باريس واختار الكتابة بلغتها، وخالد حسيني ابن كابل في أفغانستان الذي انتقل للولايات المتحدة وكتب من هناك باللغة الإنجليزية، وأيضاً هناك جومبا لاهيري الكاتبة البريطانية - الأميركية الآتية من أصول هندية التي اختارت الكتابة باللغة الإيطالية، وهناك الروائي المغربي الطاهر بن جلون الذي انتقل لفرنسا وكتب بلغتها، وإيليف شافاك التركية التي اختارت بريطانيا للعيش فيها وأن تكتب بلغتها، وصمويل بيكيت الكاتب الآيرلندي الذي اختار فرنسا موطناً وتبنى الكتابة بلغتها، وجوزيف كونراد الكاتب البريطاني الذي اختار الكتابة باللغة البولندية، وأمين معلوف ابن لبنان الذي استقر في فرنسا واختار الكتابة بلغتها، والعملاق التشيكي فرانز كافكا الذي استقر في ألمانيا وكتب حصرياً بلغتها.

هذه مجرد أمثلة محدودة جداً للهويات اللامحدودة في العالم. تذكرت هذا الشيء وأنا أتابع ردود الفعل الحاصلة تباعاً مع موقف أنصار الشعبوية السياسية والتيارات العنصرية التي تختبئ تحت غطاء الوطنية... في عالم واسع الآفاق، يخرج من إحدى مناطقه فيروس يدمر بلاد العالم، ليتلهف العالم بانتظار لقاح ينتج ويورد لإنقاذه من هذا الوباء المدمر، لن يسأل العالم عن «أصل» مخترع اللقاح، ولا يهمه لون بشرته ولا دينه ولا طريقة تفكيره. في ظل أفول عصر الأفكار الكبرى التي جاءت بالشيوعية والاشتراكية والنازية والرأسمالية، لن يكون مقبولاً أن تأتي فكرة بلا منهجية أخلاقية، هدامة للقيم المشتركة، مثل ما تقدمه الشعبوية، بصفتها طرحاً سياسياً عالمياً جديداً.

الاقتصاد، كما جرت العادة، هو الذي يصنع السياسة ويحدد مساراتها. بريطانيا اليوم تدفع ثمناً باهظاً لاستجابتها للتيارات الشعبوية التي كلفتها ثمن عضويتها بالاتحاد الأوروبي، والآن هناك خطر وتهديد جدي بأن تفقد اسكوتلندا من مملكتها المتحدة بعد تواتر أخبار جدية عن قرب حصول استفتاء شعبي على ذلك، وبالتالي قد يكون ذلك تمهيداً خطيراً جدياً للتحول التدريجي من بريطانيا العظمى إلى إنجلترا الصغرى. والشيء نفسه ممكن أن يقال عن حقبة دونالد ترمب في الولايات المتحدة التي أدت إلى شروخ وتداعيات بينية في قاعدة المجتمع الأميركي نفسه. والأعراض المؤلمة نفسها يجري الحديث عنها في الأوساط المجتمعية في البرازيل، بسبب سوء إدارة الأزمة الصحية والخطاب السياسي المتطرف الذي تم تبنيه في العهد الحالي.
في ظل اقتصاد معولم، يعتمد بشكل كامل مطلق على حرية حركة الأفراد والأفكار والأموال بشكل عابر للحدود والقيود، يكون الحديث عن الجدران العازلة، سواء أكانت فعلية أم فكرية، ضرباً من العنصرية القبيحة والجنون الفعلي. العالم ليس لوحة رسمت بالأبيض والأسود، وتم تقسيم سكانه بين أناس يشبهوننا وأناس آخرين وجبت معاداتهم... العالم كتلة من الألوان الثرية التي تكسر النمطية وتوسع الآفاق، ولكل هذه مزايا لا يقدر عليها من كان في قلبه مرض اسمه العنصرية.

عندما قام الكاتب الروائي الأميركي الآتي من أصول أفريقية أليكس هايلي بتأليف ملحمته الخالدة «الجذور» التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ناجح جداً، سرد فيه قصة وصول جد جده عبداً مقيداً بالسلاسل من غرب أفريقيا ليباع في ولايات شرق أميركا، كان هذا العمل الروائي التلفزيوني بمثابة مكالمة إيقاظ عنيفة جداً للمجتمع الأميركي، جعلته يراجع كثيراً من تشريعاته وسياساته العنصرية بعد أن أزيل اللثام عن الوجه القبيح للعنصرية في الولايات المتحدة.

المجتمعات لها أن تختار المنهجية الأخلاقية التي ستسير عليها، وتبني مستقبلها على مبادئها. خيارها إما أن تغوص في هوية أحادية شكاكة انعزالية مليئة بالقلق والتوتر، أو هوية آمنة مطمئنة مقبلة على الجميع بحسن ظن كبير. العالم بحاجة ماسة للخروج الفكري من الخطاب الانعزالي، خصوصاً في ظل تأجج العزلة نتاج تفشي جائحة «كوفيد-19» المدمر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من العزلة الأخطر الخروج من العزلة الأخطر



GMT 16:41 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

فصح حزين على ما يجري للأمة وفلسطين

GMT 23:50 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قادم أخطر على جماعة الإخوان

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

إلى محافظ القاهرة

GMT 15:25 2025 الجمعة ,14 آذار/ مارس

شبحان فرنسيان والرئيس ماكرون

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib