السودان وإسرائيل الملف الغامض
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

السودان وإسرائيل: الملف الغامض!

المغرب اليوم -

السودان وإسرائيل الملف الغامض

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

تتواصل الأحداث الدموية في السودان. ومع محاولات كثيرين في تحليل المشهد السوداني ومعرفة دور الأطراف والقوى غير المشاركة بشكل مباشر -وإن كان لا يمكن إخفاء أثرها وقوتها- يكون من البديهي محاولة قراءة الدور الإسرائيلي في ذلك المشهد، ومعرفة البعد التاريخي لهذا الدور.
ليس خافياً على أي متابع للاستراتيجية الإسرائيلية أن دول حوض نهر النيل في القارة الأفريقية تعتبر «ضرورة ومهمة للأمن القومي الإسرائيلي»، حسبما تم التصريح به في مناسبات مختلفة. وهذا -طبعاً- هو أحد أهم أسباب التعاون المهم والعميق بين إسرائيل وإثيوبيا، على سبيل المثال.
ونال السودان الاهتمام من إسرائيل منذ بداياتها، فلقد التقى وفد من الحكومة الإسرائيلية بوفد من حزب «الأمة» السوداني عام 1954 قبل الإعلان الرسمي عن استقلال السودان، وبدأت إسرائيل تنسق لعلاقة قوية معه بعد استقلاله، وأعدت سياسة دعم له، حسبما ذكر محلل الشؤون الاستخباراتية يوسي ميلمان في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، والذي أضاف أن كل ذلك تبدد بعد انقلاب الجنرال إبراهيم عبود عام 1958، ليصبح السودان من أعداء إسرائيل، بعد انضمامه للمحور الناصري.
وفي هذه المرحلة قررت إسرائيل الانتقام من السودان، حسب قاعدة «عدو عدوي صديقي»، بناء على ما وضحه يوسي ميلمان، واتخذت قراراً استراتيجياً في مطلع الستينات الميلادية من القرن الماضي، بدعم عسكري ومالي كامل للتمرد في منطقة جنوب السودان، والذي كان يقوده الجنرال جوزيف لاقو.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، سمحت الرقابة العسكرية في تل أبيب بصدور كتاب إسرائيلي، تضمن تفاصيل تدخل جهاز الاستخبارات «الموساد» في تقسيم السودان، وبناء القوة العسكرية والاقتصادية لدولة الانفصاليين في الجنوب.
والكتاب، تحت عنوان «مهمة الموساد في جنوب السودان»، يؤرخ لدور ضابط في «الموساد»، دافيد بن عوزئيل، في تدريب الانفصاليين وتسليحهم، وصولاً إلى «استقلالهم» في عام 2011، الأمر الذي يعدّ «إنجازاً إسرائيلياً ونجاحاً خاصاً للموساد».
رأت إسرائيل في السودان «عقدة شائكة» تتطلب علاجاً خاصاً، وبالأخص أنه يتشكل من ديانات وإثنيات متعددة، موزعة بين الشمال العربي والمسلم، والجنوب المسيحي، الأمر الذي يسهل عملية تقسيمه. بل إن رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، غولدا مئير، قررت العمل على هذا البلد، والموافقة على طلب المساعدة الذي تقدم به الجنوبيون إلى تل أبيب، وهو المسعى الذي تكلل بالنجاح بعد أربعة عقود.
ويرد في الكتاب توثيق لكلام سفير جنوب السودان لدى إسرائيل، عند تقديم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي، رئوفن رفلين، في ديسمبر (كانون الأول) 2014، ويؤكد فيه أن «جنوب السودان أقيم بفضلكم، ولقد ولد الجنوب بفضل دولة إسرائيل والجنرال جون». والجنرال جون، وفق الكتاب، هو الاسم المعروف لـ«طرزان» في السودان، دافيد بن عوزئيل: «الشخص الذي أسّس جيش جنوب السودان، وأشرف على تسليحه وتدريبه».
ويؤكد الكتاب أن حركة «إنانيا» الانفصالية تأسّست خلال الحرب الأهلية السودانية الأولى، 1955- 1972، وتحولت إلى جيش قوي بفضل ثلاثة من ضباط «الموساد»، في مقدمتهم «طرزان» الذي له دور مهم في تقديم المشورة العسكرية والتنظيمية للانفصاليين، إلى جانب ضابط آخر هو إيلي كوهين الذي عمل مستشاراً سياسياً للانفصاليين، وضابط ثالث باسم «تشارلي».
وبشأن الدور الذي اضطلع به الضباط الثلاثة، كشف الكتاب أنهم دربوا الجنوبيين على كيفية تأسيس الجيش وتقسيمه إلى وحدات عسكرية، إضافة إلى تزويدهم بالأسلحة.
اتخذت العلاقات منحى جديداً مع الرئيس جعفر نميري خلال الأعوام 1977– 1980، عندما سهلا هجرة اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) إلى إسرائيل، إذ دفعت إحدى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة 30 مليون دولار إلى جعفر نميري، لتسهيل عملية هجرة هؤلاء إلى إسرائيل.
والتقى الرئيس نميري بالإسرائيلي البارز (ورئيس الوزراء لاحقاً) أرييل شارون، ثم تورط نظامه فيما عرف بـ«عملية موسى» التي نقلت اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) إلى إسرائيل عبر السودان. وحسب يوسي ميلمان، اجتمع نميري سراً في عام 1981 بوزير الأمن الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، في كينيا، بمساعدة من رجل الأعمال الإسرائيلي ياكوف نمرودي (تاجر سلاح ورجل استخبارات، من أصول عراقية)، والمسؤول في جهاز «الموساد» دافيد كيمحي.
تواصلت إسرائيل لاحقاً مع عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، والأخير يقال إنه زار إسرائيل سراً حسب معلومات مختلفة. التقسيم السوداني هدف من أهداف إسرائيل لتهديد مصر من حدودها الخلفية، وإذا كان اسم إسرائيل غائباً عن أحداث السودان الحالية فلا يعني ذلك عدم وجود بصماتها فيها، وخصوصاً إذا ما قرأنا تاريخها في السودان بعناية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان وإسرائيل الملف الغامض السودان وإسرائيل الملف الغامض



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib