ضرورة تسويق موقف مصر العربى

ضرورة تسويق موقف مصر العربى

المغرب اليوم -

ضرورة تسويق موقف مصر العربى

عماد الدين أديب

هناك فارق جوهرى بين «اتخاذ القرار» الذى تؤمن بصحته، وبين القدرة على تسويقه وشرحه بشكل جيد ودقيق حتى لا يُساء فهمه.

هذا النموذج ينطبق تماماً على موقف مصر الحذر والمحسوب بدقة فى قواعد مشاركة قوات مصرية خارج حدود البلاد للتعامل مع صراعات وثورات المنطقة المنتشرة من البحرين إلى اليمن، ومن العراق إلى سوريا ومن جنوب السودان إلى ليبيا.

على قدر فهمى المتواضع، فإننى أعتقد أن هذه القواعد تقوم على المبادئ التالية:

1 - أن أولوية أى قوات مسلحة وطنية هى حماية الوطن من الداخل.

2 - ثانى هذه المبادئ هو تأمين حدود الوطن براً وبحراً وجواً حتى لا يُهدّد الأمن القومى، أو لا يتم تهريب أو تسلل أى أفراد أو أسلحة للقيام بأعمال تخريبية معادية.

3 - أن التزام مصر القومى تجاه الأشقاء يأتى فى نطاق تأمين حدود الأصدقاء من عمليات الاعتداء أو محاولات الغزو.

4 - من الواضح أن هذه الأولويات تفرض على صانع القرار فى مصر أن يتجنّب دخول قوات مصرية فى قلب أرض قتل وقتال، لتجنب وقوع هذه القوات فى «شرك» استنفاد قدرات هذه القوات والإضرار بقدرة المؤسسة العسكرية على الوفاء بالتزامها الأساسى، وهو تأمين الوضع الداخلى.

تزداد المسألة خطورة حينما تعرف 4 حقائق إضافية:

1 - أن الحرب فى سيناء مع الإرهاب ما زالت مستمرة.

2 - أن البلاد تعرّضت لدخول أكثر من 15 مليون قطعة سلاح هُربت من السودان وليبيا والأنفاق فى غزة، وهى ما زالت فى أيدى قوى معادية للنظام.

3 - أن الوضع فى ليبيا شديد الخطورة، ويعانى من حالة انفلات لقوى الإرهاب الدينى المدعومة بقوة من قطر وتركيا، ولا يغيب عن الأذهان أن حدود مصر مع ليبيا هى الأطول والأعقد.

4 - أن الوضع الدولى متفجر وينذر بحرب عالمية ثالثة بين روسيا وأنصارها والأمريكان وأنصارهم. وأن من يدخل طرفاً أصيلاً بانحياز إلى أى من الطرفين عليه أن يحسب فاتورة خسائره وليس حساب أرباحه.

من هنا يصبح من الضرورة القصوى شرح حقيقة العناصر الحاكمة للموقف المصرى الذى يؤمن بضرورة دعم أمن الأصدقاء، لكن فى ظل معادلة دقيقة محسوبة لا تؤدى إلى مخاطر فى الداخل المصرى.

من هنا لدىّ أمل كبير فى أن تقوم وزارة الخارجية المصرية بالتفصيل فى الشرح والتسويق لحقيقة الموقف المصرى للرأى العام الخليجى الذى يسأل: هل مصر تناست موقفنا الرسمى والشعبى القوى الذى دعم ثورة 30 يونيو؟

قد يعرف كبار المسئولين العرب فى الخليج حقيقة الموقف المصرى من خلال لقاءاتهم الثنائية مع الرئيس السيسى، أو وزراء الخارجية والدفاع، أو من خلال علاقات جهاز المخابرات المصرى مع نظرائه، لكن الرؤية ليست واضحة بالقدر ذاته لدى الرأى العام فى هذه الدول.

لا بد من بذل جهود لتسويق الموقف المصرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة تسويق موقف مصر العربى ضرورة تسويق موقف مصر العربى



GMT 14:43 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

الذكاء الاصطناعي والجانب القاتم

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

ذكرى عودة طابا!

GMT 13:49 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مفتاح جنوب البحر

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أحلام فترة النقاهة!

GMT 21:03 2024 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لا سفاهة في الحرية

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 19:12 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس والشعور

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:56 2022 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

القضاء المغربي يَرفض عزل مستشاريْن في الصويرة

GMT 06:24 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

مغربي ومصري يتنافسان لخلافة الطوسي في خريبكة

GMT 12:11 2022 السبت ,27 آب / أغسطس

أفضل الفنادق في مدينة تريست الايطالية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib