القدس المحتلة - المغرب اليوم
وسعت اسرائيل الثلاثاء نطاق البحث عن ثلاثة شبان اسرائيليين خطفوا الخميس قرب مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة ساعية في الوقت نفسه لاستغلال هذه العملية لتفتيت هيكلية حركة حماس وبنيتها التحتية في الضفة.
وهذه العملية التي تركزت في البداية في جنوب الضفة الغربية حيث اختفى الاسرائيليون الثلاثة في 12 من حزيران/يونيو امتدت حاليا لتشمل شمال الضفة الغربية حيث اعتقل الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين 41 "مشتبها بهم" ليرتفع عدد الفلسطينيين المعتقلين في خمسة ايام الى 200، بحسب الجيش.
وحذر متحدث باسم الجيش انه "طالما بقي اولادنا بين ايديهم، سنجعل حماس تشعر بانها ملاحقة ومشلولة ومهددة. نحن مصممون على اضعاف القدرات الارهابية لحماس وبنيتها التحتية وتنظيماتها التجنيدية".
وقال وزير الاقتصاد نفتالي بينيت العضو في الحكومة الامنية المصغرة التي اجتمعت مرة اخرى صباح الثلاثاء "يجب ان نجعل من بطاقة الانتماء الى حماس تذكرة مباشرة الى الجحيم".
وقررت الحكومة المصغرة الثلاثاء "مواصلة تشديد الضغوط على آلة حماس" كما قال مسؤول اسرائيلي لفرانس برس. واوضح هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان من بين الاجراءات المطروحة تشديد ظروف اعتقال اعضاء هذه الحركة الاسلامية.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الجيش سيوسع عملياته لتشمل رام الله وبيت لحم وجنين وطولكرم.
وقال معلق في الاذاعة ان " اسرائيل تعتزم معالجة المشكلة من جذورها واقتلاع كل ما هو اخضر"، في اشارة الى اللون الرسمي لحركة حماس.
من جانبها، ذكرت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل في هذه العملية ناشطين من حركة فتح يعملون في الاجهزة الامنية الفلسطينية في مخيم بلاطة قرب نابلس (شمال).
واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حماس بخطف الشبان الثلاثة بينما تعهد وزير دفاعه موشيه يعالون بان يجعل الحركة الاسلامية "تدفع ثمنا باهظا" لذلك. واعتبرت اسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولا عن سلامتهم.
وقال المراسل العسكري لصحيفة هارتس ان "الهدف النهائي هو عزل الضفة الغربية التي تتولى ادارتها السلطة الفلسطينية مرة اخرى عن قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس كما كان الوضع عليه قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني".
ولم تكف اسرائيل عن التنديد بالاتفاق الذي توصلت اليه منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في 23 نيسان/ابريل لوضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007.
وادت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي تضم شخصيات مستقلة اليمين القانونية في 2 حزيران/يونيو الماضي.
وراى المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت ان هذا يشكل "فرصة نادرة (للجيش الاسرائيلي) للقضاء على معاقل حماس في الضفة الغربية".
من جانبه قال المحلل الفلسطيني نشات الاقطش "انها ليست المرة الاولى التي تعتقل فيها اسرائيل او تطرد قادة سياسيين في حماس لكنها لم تنجح ابدا في القضاء على الحركة".
وبينيت الذي يمثل الجناح الاكثر تشددا في الحكومة الاسرائيلية رفض بشكل قاطع اي اتفاق تبادل بين الاسرائيليين الثلاثة واسرى فلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
في المقابل، دعا ياريف اوبنهايمر مدير حركة "السلام الآن" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان في مقال الى "انقاذ الشباب (المستوطنين) باي وسيلة واعادتهم الى منازلهم سواء عن طريق العمل العسكري او عبر اتفاق مؤلم (للتبادل) في حال عدم وجود بديل اخرى".
لكنه تساءل عن "مستقبل وجود اسرائيلي في قلب الاراضي" الفلسطينية.
وفقد الفتية الثلاثة مساء الخميس قرب غوش عتصيون حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا الى القدس. وتقع كتلة غوش عتصيون الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية.
والشبان هم ايال افراخ (19 عاما) من بلدة العاد الدينية قرب تل ابيب ونفتالي فرينيكل من قرية نوف ايالون قرب الرملة بينما يقيم الثالث وهو جلعاد شاعر (16 عاما) في مستوطنة طلمون في الضفة الغربية المحتلة.
ونشر الجيش الاسرائيلي تعزيزات عسكرية في الضفة الغربية تعد الاكبر منذ نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2005 سعيا للعثور عليهم.
ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بحادث الخطف معربة في الوقت نفسه عن الامل في "استمرار التعاون الوثيق بين اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية لضمان سرعة تحرير المخطوفين".
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى "الافراج فورا" عن الشبان الثلاثة واعرب في المقابل عن الاسف لمقتل شابين فلسطينيين في العمليات الاسرائيلية داعيا الى "تفادي سقوط ضحايا جدد".
ونددت منظمة بتسيلم الاسرائيلية المدافعة عن حقوق الانسان واتحاد منظمات فلسطينية حقوقية في بيانين منفصلين ب"العقاب الجماعي" الذي يتعرض له سكان الضفة الغربية وخصوصا مع منع العمال الفلسطينيين من دخول اسرائيل.
وشن الطيران الاسرائيلي ليل الاثنين الثلاثاء اربع غارات على قطاع غزة بحسب ما افاد مصدر امني فلسطيني والجيش الاسرائيلي الذي اوضح ان الغارات جاءت ردا على اطلاق صاروخ على الاراضي الاسرائيلية.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر