المسؤولون حائرون

المسؤولون حائرون..

المغرب اليوم -

المسؤولون حائرون

بقلم - محمد الروحلي

اجتمعوا، قرروا، لكنهم لم ينفذوا، حدث هذا قبل ثلاث سنوات بمقر وزارة الداخلية، واليوم سيعودون للاجتماع لتناول نفس الموضوع، لكن هذه المرة بمقر جامعة كرة القدم. الأمر بتعلق بموضوع الشغب المرافق للمباريات الرياضية، وخاصة في رياضة كرة القدم التي حطمت كل الأرقام ومست معظم الشرائح والأعمار.

سبق أن تم الاتفاق على 12 إجراء، ومنذ ذلك الحين تطرح تساؤلات حول عدم تفعيل المقتضيات التي تقررت بحضور مجموعة من القطاعات الحكومية منها وزارة الداخلية، العدل والحريات، الشباب والرياضة، مديرية الأمن الوطني، بالإضافة إلى جامعة كرة القدم، والعصبة الاحترافية.

كما أن اللجان المحلية والهيئات المشتركة التي تم تشكيلها خاصة تلك المتعلقة بالشروط الواجب اتخاذها داخل الملاعب المحتضنة لمباريات البطولة الوطنية لكرة القدم، بقيت حبرا على ورق.

فبمقر أم الوزارات، سبق أن أعلن عن إستراتيجية لاحتواء الظاهرة، تنخرط فيها كافة القطاعات المعنية، كونت لجان محلية للإشراف على تنفيذ هذه الإجراءات، مع ضرورة حضور ممثل النيابة العامة بالاجتماعات التحضيرية قبل وخلال المباريات. لكن لا شيء من ذلك تحقق، وانتظر المسؤولون اندلاع الأحداث الأخيرة هذا الموسم بمدن أكادير ومراكش ووجدة والرباط، وتصاعدها بشكل متزايد وصل إلى مرحلة الخطورة، ليقرروا العودة مرة أخرى للاجتماع، وكأن الأمر مجرد استهلاك ظرفي وإعلامي موجه للعموم.

إنه بالفعل تطور خطير يصل إلى مستوى السلوك الجماعي المنظم والمبني على التخطيط والانتقام بغرض الإساءة والتخريب وحتى نية القتل، فأعمال الشغب والعنف المرافقة للأنشطة الرياضية، أصبحت تعرض حصيلتها أسبوعيا على غرار الأنشطة الرياضية ونتائج المنافسات، لتتحول إلى عناوين صادمة لواقع حقيقي، رغم الاحتياطات الاحترازية والتدابير الأمنية المتخذة أسبوعيا، والتي تحول جنبات الملاعب والقاعات والأحياء المجاورة لها إلى ثكنات عسكرية حقيقية.

منحى خطير دخله العنف والشغب المرافق للأحداث الرياضية، وتطوره ينذر بكارثة حقيقية، في وقت ما يزال التعامل العام والرسمي والأمني والإعلامي مع هذا الشغب والعنف المتزايد، كظاهرة عابرة، تبرز في بعض الحالات المحدودة، في حين أن الأمر تحول إلى واقع خطير يقتضي اتخاذ مخطط استعجالي لمواجهة تطور هذا الإجرام المنظم، والذي وصل إلى حدود العمل الإرهابي.

فلتتخذ إجراءات عملية لا يجب أن تنحصر فقط في معاقبة الأندية أو اتخاذ عقوبات فردية لا تصل إلى مستوى حجم كل هذا الإجرام المنظم، إن الأمر خطير، وبالتالي لا بد من مواجهته بأقصى العقوبات في حق المتسببين فيه، سواء كانوا أفرادا أم جماعات.

صحيح أن هناك مسؤوليات مباشرة في كل ما يحدث، بدء من المسؤولين عن النادي، مرورا بالمكلفين بالأمن والتنظيم داخل الملاعب وخارجها، وجمعيات المحبين والإلترات، وصولا إلى الإعلامي المتخصص، كل هؤلاء المتدخلين وغيرهم يتحملون نصيبا من المسؤولية في تحول المباريات الرياضية إلى مرادف للتخريب والتكسير والاعتداءات التي تؤدي أحيانا إلى القتل والعاهات المستديمة.

لكن النظرة الموضوعية للأشياء تفرض إبراز عوامل أخرى غير المباشرة، لكنها تساهم بقوة في تأجيج شرارة الأحداث، منها ما هو تربوي ونفسي واجتماعي واقتصادي، لتجد الرياضة نفسها عرضة لمشاكل قطاعات أخرى، حيث تتحول الملاعب والقاعات الرياضية إلى فضاءات لتفريغ كل المكبوتات، ويصبح “الخصم” الرياضي بمثابة عدو يستحق القتل والنسف، وينسحب هذا الوصف على كل ما يحيط بالملعب من أشخاص وممتلكات عامة وخاصة…

المؤكد أن المقاربة الأمنية تتزايد أهميتها مع تطور وتوالي الأحداث، إلا أنه لابد من تدخل جوانب أخرى لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بالموضوع من خلال مقاربة شمولية مندمجة يشارك فيها الباحث الاجتماعي والفاعل الاقتصادي والطبيب النفسي والسلطة القضائية والمسير والحكم وكل المتدخلين، دون أن يستثني دور الإعلام الرياضي الذي يمارس في بعض الأحيان سواء عن قصد أو دونه نوعا من الإثارة بهدف البيع وجلب القراء، إلا أن ذلك يأتي بنتائج عكسية تماما، مع ضرورة إشراك الجمهور المعني بالأمر أكثر من غيره.

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولون حائرون المسؤولون حائرون



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 18:24 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب
المغرب اليوم - إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود

GMT 05:07 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

جافي يكشف عن معاناته البدنية وسبب استبداله
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib