هناك حل…
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

هناك حل…

المغرب اليوم -

هناك حل…

توفيق بوعشرين

قرأت تقرير منظمة ترانسبارنسي الأخير حول الفساد في المغرب، ولم أجد فيه شيئا لا نعرفه، لكن وجدت فيه تحليلا وربطا جديدا بين الفساد والسياسة.. بين هدر المال العام ونظام الحكامة.. بين الانتخابات ونظام الريع.. بين فساد الأحزاب وفبركة المؤتمرات، وتدخل جهات في الدولة في سلامة انتخابات عدد من الأمناء العامين للأحزاب…

ترانسبارنسي الدولية ليست خصما للحكومة، وليست عدوا للمعارضة، لا هي في اليمين ولا هي في اليسار. نعم، عملها وتقاريرها ومنهجية تحليلها تناقش، تنتقد، تراجع، لكن بالمجمل عملها مرآة يمكن أن نرى فيها وجوهنا بعيدا عن البوليميك المنتعش هذه الأيام، ونظرية المؤامرة والتشويش الإعلامي والسياسي الحاصل، والغرض أن نصل بالرأي العام إلى مستوى من الجرأة والوضوح والجدية والنزاهة في نقاش الشأن العام في البلاد…

يقول التقرير: «رغم الإصلاحات المسجلة في سنة 2011، بما في ذلك الدستور الجديد، وصعود حزب إسلامي إلى مقاليد الحكومة، وازدياد الحديث عن محاربة الفساد، لايزال النظام السياسي، حكومة وبرلمانا ومؤسسات الحكامة والأحزاب والشركات والإدارة، بعيدا عن الانخراط في استراتيجية وطنية لمحاربة الفساد وإقامة عماد النزاهة وحكم القانون».

لماذا لم تستطع البلاد إرساء نظام فعال لمقاومة الفساد ودعم التنمية ونظام الأخلاق العامة واحترام القانون وتنصيب القضاء سلطة مستقلة وجعل القانون فوق الجميع؟

المنظمة الدولية المتخصصة في محاربة الفساد في العالم لا تتردد في الجواب عن هذا السؤال، وتقول إن الإرادة السياسية غير موجودة أو موجودة لكنها ضعيفة ومترددة، هذا أولا. ثانيا، إن تركيبة النظام السياسي لا تساعد على إقرار آلية فعالة وقوية لمحاربة الفساد، وهنا تضرب مثلا بتصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي يقول علنا إن الملك هو رئيس الدولة، وإن رئيس الحكومة يعتبر نفسه في خدمة رئيسه. هنا تقول المنظمة إن بنكيران يتجاهل الدستور، ويتجاهل المبدأ الديمقراطي العالمي الذي يقول إن من يتحمل المسؤولية يجب أن يحاسب، وحيث لا محاسبة فلا مسؤولية…

كيف نصنع للخروج من هذه الورطة؟

أولا: يجب على السيد بنكيران أن يتوقف من اليوم عن ترديد عبارة: «الملك رئيسي»، التي تنقلها السفارات إلى بلدانها، والمنظمات إلى رؤسائها، والإعلام إلى الرأي العام في الداخل والخارج. يمكن لرئيس الحكومة أن يبعث رسائل التطمينات وحسن النية مع ساعي بريد آخر، وبواسطة رسائل أخرى غير تحوير الهندسة الدستورية، ودون الرجوع إلى الملكية التنفيذية. لا بد من التشبث بالمكتسبات الدستورية الحالية، وبالطبع المؤسساتي للحكم، وبالصيغة البرلمانية التي نسعى إلى تطوير نظامنا عبرها، بعد أن صار الجميع متفقين على أن مستقبل المغرب لا يرسم بعيدا عن النظام الملكي، وأن الجالس على العرش جزء من حل مشاكل البلاد لا العكس…

ثانيا: لا بد أن يجد رئيس الحكومة طريقة وأسلوبا لتفعيل الاختصاصات الدستورية الموكولة إليه بالقانون الأسمى في البلاد، وأن يتعايش مع ملك دينامي فاعل وحريص على مستقبل بلاده ونموها، دون أن نسقط في ملاحظة ترانسبارنسي، أي «ربط المسؤولية بالمحاسبة». بمعنى آخر، يجب على رئيس الحكومة أن يُنزل الدستور في قالب واقعي لكن دون المساس بجوهره. أعرف أن نظامنا السياسي بعد دستور 2011 صار نظاما معقدا وفريدا في كل العالم، حيث أقر ازدواجية السلطة بين الملك ورئيس الحكومة، وأعرف أننا لسنا في إسبانيا ولا في السعودية، وأن المغرب مطالب بإيجاد صيغة انتقالية لتدبير السلطة مع القصر دون تنازع ودون «شد لي نقطع ليك»، لكن في الوقت نفسه دون المس بالطابع الديمقراطي والدستوري والعصري للقرار…

الحل هو ترك الاستراتيجي للملك، بعد الاتفاق عليه مع الحكومة، وإعطاء التدبير اليومي للسلطة التنفيذية.

مثلا، هناك وزير يعد استراتيجية صناعية للبلاد في ظرف 10 سنوات. هذا الوزير يجب أن يقوم بعمله ودراساته وخططه، وأن يعرض الأمر على رئيس الحكومة، وأن يحدد وسائل التنفيذ وزمن الإنجاز، وأن يذهب رئيس الحكومة ووزيره في الصناعة إلى الملك ويناقشا معه الأمر، ويستمعا إلى توجيهاته ونصائحه -لأنه هو باق وهما ذاهبان- ويستمع هو إلى أفكارهما ومبادراتهما وبرامجهما والتزاماتهما مع الناخب، وفي الأخير يتم الاتفاق على المشروع، ويُترك للملك إعلان شقه الاستراتيجي في حفل أو خطاب أو رسالة، باعتبار أن الدستور أعطى الملك دورا في القرار، على أن يترك التنفيذ والمتابعة والإنجاز اليومي للحكومة التي ستحاسب على هذا المشروع. المشكل الذي حدث قبل أيام، ودفع الملك إلى الغضب على وزيرين في الحكومة، وإعلان الإضراب عن تدشين مشروع لم يرقه، يجسد غياب مقاربة الاستراتيجي والتنفيذي في السياسات العمومية بالمغرب، والله أعلم…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك حل… هناك حل…



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib