الطبال ليست مهنة الصحافي
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الطبال ليست مهنة الصحافي

المغرب اليوم -

الطبال ليست مهنة الصحافي

توفيق بوعشرين

في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات بدأت جريدة «أخبار اليوم» أولى خطواتها في طريق الصحافة والنشر. خلال السنوات الست الماضية حاولنا أن نشيد جسرا من الكلمات والحروف بين القارئ والأحداث الجارية، والسياسات العمومية، والقرارات الكبرى والصغرى. كان همنا أن يعرف القارئ أكثر، وبعدها ليتخذ القرار الذي يريده. كان هدفنا أن نخاطب عقل القارئ لا غرائزه، وأن ننتقد دون شعبوية، وأن نخبر دون أحكام مسبقة، وأن نفتح للجميع صفحات الجريدة دون نمطية، وأن نبني مقاولة يخدم فيها الإعلان الصحافة لا العكس. كانت طموحاتنا كبيرة، لكن ظهر الحمار كان قصيرا… لم تمر العملية بسلام، كما في جل الدول المتخلفة.. اصطدمنا بجدار السلطوية، فكانت هناك حوادث سير كثيرة انتهت نهايات غير سعيدة. سنوات من السجن موقوف التنفيذ، غرامات خيالية، إقفال لمقر الجريدة ومنع صدورها وتجميد حساباتها، وشن حملة إعلامية مسعورة على كاتب هذه السطور، وفبركة ملفات حق عام يعرف القاصي قبل الداني أنها مفبركة ومفضوحة، وفي كل حوادث السير هذه كان القضاء خصما وحكما…

الزميل خليل الهاشمي لديه تعريف طريف للصحافة في المشهد السياسي المغربي، يقول: «الصحافيون مثل الفرقة الموسيقية في العرس، ينشطون الحفل، ولا يتصور أحد وجود عرس بلا موسيقى».

حتى لو أخذنا بهذا التعريف الموسيقي للصحافة، فإن صاحب العرس لا يمكن أن يجعل كل عناصر الجوق يعزفون على آلة واحدة.. هذا هو جوهر خلاف الصحافة، أو ما بقي فيها، مع السلطة.

صاحب العرس يشترط على قبيلة الصحافة، على تنوع مشارب أصحابها وثقافتهم ولغاتهم وتكوينهم ووظيفتهم واستقلاليتهم أو تبعيتهم.. يريد من الجميع أن يعزف على آلة واحدة، وحبذا لو كانت هذه الآلة هي «الطبل»، أي أن نصير جميعا طبالين عند صاحب العرس، يقول لنا اضربوا فنضرب، ويأمرنا أن نتوقف فنصمت، يستدعينا متى شاء، ويصرفنا من الخدمة متى شاء. هذا أسلوب لا يليق بالصحافة ولا بكرامة الصحافيين. الصحافة نبتة برية لا يتحكم أحد في نموها، والصحافة أداة لمراقبة أصحاب القرار، وعندما تصير هي نفسها مراقبة فإنها لا تصبح ذاتها، تصير شيئا آخر.. عندما نضع القلم في الزنزانة، فإنه يتحول إلى قطعة رصاص أو خشب أو معدن بلا حياة…

في القرن الماضي كانت هناك جريدة في طنجة تزعج السلطان مولاي حفيظ، فأمر بإغلاقها، فنصحه أحد خدامه الأوفياء قائلا: «ولمَ تغلقها؟ اشترها يا مولاي واكتب فيها ما تشاء»…

هذه النصيحة التي تتجاوز القرن اليوم مازال هناك من يبيعها للدولة، ومازال القائمون على أمورنا يأخذون بها، بل هناك من حاول تصديرها إلى الخارج، ووضع نظام للأعطيات والهدايا والأسفار للصحافيين الأوروبيين والأمريكيين من أجل جعل أقلامهم ناعمة مع المغرب، ترى ما يريدون لها أن تراه لا ما هو موجود، لكن المفاجأة، أو قل الكارثة، أنه كلما وزعوا أموالا أكثر تراجعنا في سلم التقارير الدولية. وحدها أرصدة الوسطاء ومشاريعهم الخاصة تنتفخ، ومعها يصدقون أنهم صاروا شخصيات مؤثرة…

لهذا عندما تطلون على الأكشاك وعلى مواقع النيت ستجدون صحفا كثيرة وحرية قليلة.. مواقع كثيرة وجرأة نادرة.. ألوانا كثيرة تغطي وجها كالحا هو وجه البلاد.

هموم الصحافة من هموم الوطن، ولهذا يجب ألا نخفيها عن الرأي العام. لا بد أن نمارس النقد الذاتي مع النفس ومع المواطنين. البلاد تحتاج إلى صحف وإذاعات وتلفزيونات ومواقع أفضل مما هو موجود الآن. البلاد تحتاج إلى من يقول للسلطة الحقيقة، لا من يجاملها كل يوم. البلاد بحاجة إلى مساءلة القرارات الكبرى التي تمس حاضر ومستقبل الشعب، لا من يشغل الناس بحوادث القتل والاغتصاب والفرقعات الإعلامية الفارغة. البلاد بحاجة إلى صحافة حرة ومستقلة عن الدولة والأجهزة والأحزاب والشركات ومراكز القوى والدولة الموازية. البلاد بحاجة إلى مراقبة كل سلطة لأخرى.. هذه هي أصول اللعبة الديمقراطية.

أعتذر إن أنا حولت مناسبة الاحتفال بعيد ميلاد هذه الجريدة إلى مرثية لأحوال الصحافة، فليس في واقعنا ما يدعو إلى الفرح الحقيقي.

من جهتنا، نفكر كل يوم في إنتاج صحافة أفضل من أمس، وفي كل يوم نحاول أن نقفز على حواجز الرقابة الذاتية والموضوعية، وفي كل يوم نضع أمامنا حق القارئ في أن يعرف حتى لو عرضنا سلامتنا واستقرار أسرنا ومقاولتنا للخطر.

في افتتاحية العدد الأول من هذه الجريدة يوم 2 مارس 2009 كنت قد وعدت القراء بجريدة مستقلة ومهنية تباع في الأكشاك ولا تشترى في الصالونات، وختمت بالاستشهاد بمثل صيني مشهور يقول: «قد لا تستطيع أن تمنع الغربان من أن تحلق فوق رأسك، لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في عقلك». اليوم أعيد المثل نفسه ولا أزيد…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبال ليست مهنة الصحافي الطبال ليست مهنة الصحافي



GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الدعم والدهس

GMT 19:12 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟

GMT 19:10 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

خَواء في عقول مغلقة

GMT 19:08 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الحرب اللبنانية ــ الإسرائيلية عائدة... إلا إذا

GMT 19:06 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الفراعنة يحترمون التاريخ

GMT 19:05 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

مستقبل آخر للسياحة

GMT 19:04 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

سعيكم مشكور!!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib