داعش ابننا الشرعي
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

داعش ابننا الشرعي

المغرب اليوم -

داعش ابننا الشرعي

توفيق بوعشرين

النار التي أحرقت الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش في العراق وسوريا، نار اشتعلت في المنطقة العربية والشرق أوسطية منذ سنوات طويلة، والآن فقط أصبحت ظاهرة للعيان، تصدم الرأي العام، وتزرع الخوف في نفوس البشر، وتذكرهم بتاريخ البربرية الذي عاشوه ولم يعودوا يرونه إلا في كتب التاريخ ومعروضات المتاحف…

داعش ورغم ما قيل عنه، وعن أيدي المخابرات السورية والإيرانية والسعودية في ميلاده، هو ابن شرعي للنظام العربي، خرج مسلحوه ووحوشه من رحم المنطقة دولا ومجتمعات.

داعش نبتة أصلية صاعدة من تربة الاستبداد العربي الذي قتل الحرية والتعددية والديمقراطية، وأعدم الحاسة النقدية تجاه المقدس سياسة ودينا، وجرف الحياة السياسة حتى لم يعد في يد المهمشين والمقصيين سوى آلة الردع الديني في أبشع صورها.

كان منظر الحرب الأبرز في التاريخ الحديث، نابليون بونابرت، يقول حكمة مشهورة ملخصها: «لا تدفع بعدوك إلى الزاوية الضيقة، بحيث لا يستطيع أن يهرب أو يستسلم، عندها سيخرج قوة رهيبة من حس البقاء لديه، وقد يدمرك أو يدمر ذاته. دائماً اترك لعدوك مخرجا يغطي به بعض خساراته، فاوضه على أقل الخسارات، ولا تقاتله على أقل الانتصارات». هذا بالضبط ما لم تأخذ به القوى العربية والإقليمية كلها حيث حشرت شعوبها في مأزق كبير، فلم يعد أمامها سوى الانتحار.

داعش الذي يحرق البشر أحياء، ويأكل قلوب ضحاياه أمام الكاميرا، ويرجم النساء في الشوارع، ويعلن البيعة لأمير المؤمنين البغدادي سمعا وطاعة بلا جدال ولا انتخاب ولا معارضة.. داعش هذا ابننا المسجل في الحالة العائلية للتطرف والتشدد والجمود الديني الذي مازال يقيد فكر وعقل ويد المجتمعات العربية، التي مازالت تطبع كتب فقه الحرب العائدة إلى القرون الوسطى والحروب الصليبية، وتروج فتاوى ابن تيمية وآراء فقهاء من زمن مضى، وتحكِّم الأموات الذين اندثرت قبورهم في شؤون الأحياء الذين يواجهون عصرا آخر وثقافة أخرى، وموازين قوى مغايرة تماماً للتي كانت سائدة أيام الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وبغير إحسان…

قرأت الكثير عن قصة نشوء داعش وتركيبتها وإيديولوجيتها، وحاورت بالإيميل بعض السوريين الذين يعيشون تحت جحيم الراية السوداء في سوريا، والخلاصة التي خرجت بها هي أن الداعشي مجرم وضحية في الوقت نفسه، فاعل ومفعول به، مقاتل لا يعرف ساحة المعركة، ميلشيا جهادية عابرة للحدود مسلحة بآخر ما أنتجت المصانع الأمريكية والأوروبية من سلاح، لكن عقلها أعزل من أي سلاح فكري أو سياسي، لهذا فإن تنظيم الدولة اليوم أكبر من يضر بالمسلمين وصورتهم حول العالم، وأكبر من يضر بالربيع العربي الذي لاح قبل أربع سنوات، وأعطى الشباب خيارا ثالثا غير الخضوع للاستبداد أو الارتماء في أحضان القاعدة وأخواتها. الربيع العربي أحيى خيار الاحتجاج السلمي في الشارع العام وأدوات التغيير الحضارية التي تحمل بذور فكر متحرر، لكن المحاولة أجهضت بالمال الخليجي وأدوات الدولة العميقة وتآمر إسرائيل وأمريكا والغرب، الذين مسهم الرعب من تحكيم صندوق الاقتراع في موارد وثروات وسياسات منطقة حيوية للمصالح والمطامع الغربية. داعش اليوم، أراد أم أبى، هو أكبر داعم لخطط إسرائيل وأمريكا لتقسيم المنطقة، وتركها كتلة لهب مشتعلة تهدد أعداء واشنطن وأصدقاءها على السواء. داعش اليوم يقدم أكبر خدمة لإيران التي تتمدد بسهولة ويسر تحت شعار مقاومة الإرهاب السني لصالح الاعتدال الشيعي، في حين أن عصائب أهل الحق ومليشيات الحشد الشعبي وجيش المهدي وعشرات المليشيات المدعومة من إيران ومن مرجعيات النجف وقم تقتل وتسبي وتعذب، وترتكب جرائم لا تختلف في شيء عما يقوم به داعش.. الفرق أن هؤلاء يوثقون جرائمهم في اليوتوب، والآخرون يقتلون في الظلام بلا كاميرات…

داعش ثمرة في شجرة الدولة العربية الفاشلة.. داعش الفاتورة الثقيلة التي يؤديها العرب جراء التأخر في ورش الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني. داعش رد فعل على جرائم إسرائيل لمدة 60 سنة في فلسطين وجرائم CIA والجيش الأمريكي في العراق.. داعش هو القيح الذي يخرج من الجرح السوري الذي ظل مفتوحا لمدة طويلة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش ابننا الشرعي داعش ابننا الشرعي



GMT 16:14 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

الثنائي الخالد

GMT 16:13 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

GMT 16:11 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

GMT 16:09 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

هولك هوغان... وتلك الأيّام

GMT 16:07 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

شفاه باسمة وقلوب مكلومة

GMT 16:05 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

سخونة أوروبية!!

GMT 16:03 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

رجل أضاء العالم!

GMT 13:32 2025 الجمعة ,25 تموز / يوليو

فنون الإبادة

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 23:15 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
المغرب اليوم - روبيو يحدد

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib