رسالة إلى أغنياء فوربيس المغاربة
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

رسالة إلى أغنياء فوربيس المغاربة

المغرب اليوم -

رسالة إلى أغنياء فوربيس المغاربة

توفيق بو عشرين

السادة بنجلون، أخنوش، الشعبي، الصفريوي، الأزرق، العلمي… صباحكم سعيد أيها السادة الأغنياء الذين دخلتم إلى لائحة فوربيس لأغنى أغنياء العالم. نحن مسرورون بهذا الحضور المغربي في هذه اللائحة الذهبية، ومبتهجون بصوركم المنشورة في المجلة النيويوركية. هذا دليل على أن الثروة يمكن أن تنبت حتى في البلدان الفقيرة، وهذا دليل على عملكم وذكائكم و«شطارتكم» ومغامراتكم، فالثروة لا تبتسم إلا للمغامرين، كما يقول المثل البريطاني.
لكن دعونا نذكركم، في هذا اليوم الربيعي المشمس، بمسؤولياتكم إزاء بلدانكم وأوطانكم ومواطنيكم، كلما ازداد المرء ثراء وقوة ونفوذا وتأثيرا، ازدادت مسؤوليته إزاء الوطن وإزاء الفقراء وإزاء المصلحة العامة…
لن نعود للحديث عن مصدر ثروة بعضكم، عفا الله عما سلف، كما يقول رئيس الحكومة، ولن نرجع إلى الأدبيات الماركسية القديمة التي كانت تعتبر أن المشكلة في المغرب هي أغنياؤه وليس فقراؤه، وأن الطريق إلى إعادة توزيع الثروة على الفقراء يمر حتما عبر تفقير الأغنياء. كاتب هذه السطور يعتبر أن المشكل في المغرب هو الفقر لا الغنى، وأن دور الدولة هو أن تفتح المزيد من الطرق والقنوات والفرص للشباب من أجل أن يصيروا أغنياء، أو على الأقل ألا يصادفوا الفقر في طريقهم، لا أن تجعل الأغنياء فقراء.. هذا انتحار اقتصادي، لكن في الوقت ذاته، فإن تراكم الثروة دون تنمية انتحار اجتماعي…
أيها السادة المحترمون، لدي مؤاخذتان على عملكم وسيرتكم بيننا، أولا أؤاخذكم بعدم الاهتمام الكافي والمطلوب بالتنمية الاجتماعية، وبعدم المساهمة الفعالة في رتق دربالة الفقر بالمغرب. كم منحة تعطون للطلبة كل سنة؟ كم مستشفى تبنون كل عام؟ كم من جامعة ترعون؟ كم تصرفون من أرباحكم الصافية على تشغيل الشباب والأخذ بأيديهم ومساعدتهم على خلق مقاولات خاصة بهم؟ كم من رأسمال عالي المخاطر تضعونه كل سنة من أجل تشجيع الاستثمار في قطاعات غير مربحة لكن بلادنا محتاجة إليها؟ باختصار.. كم من نقطة تحصلون عليها أنتم وزملاؤكم في النادي الذهبي كل سنة في امتحان المقاولة المواطنة؟
أنتم تعرفون قبل غيركم أن أرقى الجامعات في أمريكا، هارفرد مثلا، بنيت قبل قرنين أو يزيد بهبة من مليونير أمريكي، وأنتم تعرفون أن وارين بافيت تبرع بأكثر من 30 مليار دولار لمؤسسة بيل غيتس الخيرية، وأن هذا الأخير يصرف المليارات من الدولارات على أبحاث طبية ولقاحات جديدة لمكافحة المرض، وأنه في أوروبا يتنافس كبار الأثرياء على من يتبرع أكثر من غيره لمشروعات إنسانية واجتماعية داخل البلاد وخارجها. 
الأغنياء هم الذين يعيشون في مناخ أقل فقرا، وليس الأغنياء من يعيشون وسط غابة من الفقراء…
المؤاخذة الثانية التي يسجلها المراقبون والمواطنون على أغنياء المغرب أن أكثرهم لا يفتحون أفواههم إلا في عيادات الأسنان، وأن أغلبيتهم الساحقة لا تتحدث في السياسة، ولا تسعى إلى الديمقراطية، ولا تؤيد الليبرالية التي تخدم البزنس الذي يأكلون منه.. جلهم يفضل أن يعيش في كنف السلطوية، ولا يرى الحرية إلا في ولوج السوق، وتأسيس بنك، وجني الأرباح، وتخفيض الضريبة، أما الحرية السياسية وقوة المؤسسات التمثيلية وقيم المواطنة ودولة الحق والقانون، فإن الأغنياء لا يعتبرونها معركتهم الملحة.
أيها السادة الأغنياء، الرأسمالية ابنة الليبرالية، وحرية التجارة سبقتها حرية الفكر والتعبير، و«دعه يعمل دعه يمر» شعار ولد بعد ميلاد البرلمانات والصحف وحقوق الإنسان وحرية التعبير في أوروبا النهضة والأنوار…
كان الملك الراحل الحسن الثاني يشبه الأغنياء في المغرب بـ«الحزام الذي يشد وسط السلطة»، أي تلك «السمطة» التي تبقي جسم النظام مستورا وواقفا في مواجهة جيوش الفقراء. اليوم نريد من الأغنياء والطبقات الوسطى أن يكونوا حزام الديمقراطية، وحبل نجاة الوطن من الفقر والحرمان والهشاشة والسلطوية، خشنة كانت أم ناعمة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى أغنياء فوربيس المغاربة رسالة إلى أغنياء فوربيس المغاربة



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib