النّساء والوقاية من العنف
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

النّساء والوقاية من العنف

المغرب اليوم -

النّساء والوقاية من العنف

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يُصادف اليوم إحياء اليوم العالمي لمقاومة العنف ضد المرأة. ويمثل هذا اليوم بدوره مناسبة لانطلاق الحملة الدولية لمدة 16 يوماً من النشاط لمقاومة العنف الموجه ضد النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم.
طبعاً غالبية البلدان العربية منخرطة في هذه الحملة الدولية، ويظهر ذلك من خلال إقامة الأنشطة وبث الومضات التحسيسية وعقد الندوات لنشر الوعي بخطورة العنف على الفرد ذاته وعلى النساء والأسرة والمجتمع ككل.
ولعله من المهم ونحن نحيي اليوم العالمي لمقاومة العنف ضد المرأة، الإشارة إلى أن وعي المجتمع العالمي بخطورة هذه الظاهرة بصدد التنامي ولكن في الوقت نفسه فإن الظاهرة هي أيضاً بصدد التفاقم. وهي مفارقة تطرح علينا مجموعة من التحديات؛ لعل أهمها الفهم المعمق أولاً ثم تحديد الآليات. وفي عمق هذه الاستراتيجية لا مناص من إهمال الجانب التشريعي الردعي الذي لا يزال ضعيفاً في بلداننا. وفي هذا السياق نذكر التشريع التونسي الذي حقق خطوة نوعية مهمة تتمثل في قانون 58 لسنة 2017، وهو قانون رائد بشهادة النخب القانونية والتشريعية في العالم، حيث اعتبر العنف ضد النساء والفتيات والأطفال جريمة. وإذ نركز على الجانب التشريعي فلأن الظاهرة تستوجب في معالجتها ذلك.
ما نلاحظه على مستوى مقاربة البلدان لظاهرة العنف، هو اختلاف خطط المعالجة؛ إذ هناك من يركز على جانب الحماية وآخر على الوقاية وهناك من يركز على الحماية والوقاية معاً. ومن يتعمق في مشكلة العنف يستنتج أن المعالجة تستوجب الجمع بين البعدين الوقائي والحمائي.
ومن المهم توضيح نقطة معينة وهي أن الحماية واجب موكول على كل الدول، حيث من واجبها حماية النساء والفتيات من العنف المسلط عليهن والتعهد برعاية ضحايا العنف في مراكز إيواء، ولكنّ هناك جانباً آخر هو من واجب كل الأطراف يتمثل في وضع آليات واستراتيجية كاملة للوقاية من العنف ضد المرأة.
فالحل الحقيقي والمنهجي هو مقاومة العنف في التمثلات وفي مضامين التنشئة الاجتماعية وتنقية نسقنا الثّقافي من التّمايزات بين الجنسين التي يعشش فيها العنف.
يجب أن نؤمن بأنّ رفع أشكال التّمييز بين الفئات والجهات وتنشئة الأفراد على قيم المساواة والعدالة الاجتماعيّة والإنصاف والتّعايش السّلمي وقبول الاختلاف والانفتاح على الآخر داخل محاضن التنشئة الاجتماعيّة بدءاً من الأسرة ومروراً بالمؤسسات التربويّة ومؤسسات الأنشطة الثقافيّة والرياضيّة والاجتماعيّة وصولاً إلى الوسائط الإعلاميّة التقليديّة منها والحديثة، لهي من طرائق الحماية من الانحراف السّلوكي، فمؤسّسات التّنشئة الاجتماعيّة الأوّليّة والثّانويّة تُعدّ من أهمّ المحاضن لإكساب الأفراد والجماعات مهارات وآليّات لمقاومة العنف ضدّ النّساء والفتيات عامّة وضدّ كلّ من يعاني وضعيّة هشاشة خاصّة، فالتنشئة على الوقاية يمكن أن تكون سبيلاً للحفاظ على التّوازن والاستقرار الفردي والجماعي.
لذلك كانت المطالبة بالحصول على الحقوق بشكل متساوٍ وعادل والتربية على مبادئ حقوق الإنسان المحرّك الدّوليّ المنتج للاتّفاقيّات والمعاهدات والبروتوكولات والتي من خلالها تصبح الدّول الأطراف ملزمة باحترام حقوق جميع الأفراد وضمانها وتطويرها من دون تمييز، وأيضاً باتخاذ الإجراءات والتّدابير التشريعيّة لحظر كل أشكال التمييز والعمل على حماية كل الأشخاص على اختلافهم وتنوعهم.
وتثبت الخبرات المتراكمة في مجال مقاومة العنف أن تطويق الظاهرة لا يمكن أن يقتصر في حدود التدخّل العلاجيّ بتدابير الحماية والتعهّد بالضحايا ومرافقتهم فحسب، بل يجدر إيلاء اهتمام أكبر للتدخل الوقائي على المستويات التربوية والتوعوية والثقافية والإعلامية، والاقتصادية أيضاً من خلال آليات التمكين بأبعاده الشاملة من دعم قدرات وتيسير نفاذ للموارد وللمعلومات. ولا يمكن أيضاً الاقتصار على التعهّد بالنساء والفتيات ضحايا العنف وتجريم العنف، بل المطلوب أولاً ودائماً معالجة أسبابه واعتبار مرتكب العنف نفسه عنصراً مهمّاً في مسار الوقاية والمعالجة.
إن خيارنا الوحيد اليوم أمام تزايد نسب العنف ضد المرأة وعلى رأسها ظاهرة العنف الزوجي هو مزيد عمل بلداننا وبلدان كل العالم على ترسيخ قيم المساواة بين الجنسين ونشر ثقافة اللاّعنف من خلال مأسسة آليات الوقاية من العنف المسلّط على النساء، ورهان بلدان العالم كافة على البعد الوقائي وبذل مجهود نقدي للأنساق الثقافية إنما يعد اختياراً ايجابياً في التعاطي مع مسألة العنف المسلّط على المرأة.
وإن كان العنف ضد المرأة ظاهرةً لا يخلو منها مجتمع، ومهما كانت المسارات التي يعتمدها كل بلد لمقاومة العنف ضد المرأة فإنه من المهم الاتفاق ضمنياً أن الوقاية من العنف هي جانب أساسي وذو أولوية تجعل للدور الحمائي والميداني أكثر جدوى وفاعلية.
إن الحملة الدولية لمقاومة العنف ضد المرأة التي تستغرق 16 يوماً تمثل حقاً مناسبة عالمية جيدة للإنصات إلى الممارسات الجيدة والفضلى في مجال مقاومة العنف، وأيضاً فرصة للتركيز والحديث والنقاش والتباحث من أجل إنتاج أفهام معمّقة للمشكلات التي تعيشها مجتمعاتنا حتى نتمكن من تطوير آليات حماية النساء ضحايا العنف بكل فئاتهن ووضع نسق تربوي وثقافي وسوسيولوجي ضامن لقطع دابر التمييز المولد للعنف ولو تطلب ذلك زمناً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النّساء والوقاية من العنف النّساء والوقاية من العنف



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib