الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه
الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين أردوغان يعلن دخول تركيا مرحلة جديدة في جهود إنهاء عنف حزب العمال الكردستاني ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار كالمايغي في الفلبين إلى 66 قتيلًا على الأقل
أخر الأخبار

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه

المغرب اليوم -

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

الحديث عن الإدمان هو حديث قصوي بطبيعته. وتتضاعف هذه القصويّة عندما تكون الفئة المعنية هي الأطفال. وطبعاً لا تفوتنا الإشارة إلى أن أهمية هذه الفئة العمرية التي لا تكمن فقط في كونهم أطفالاً والمفروض على الجميع حمايتهم من منطلق أنهم لا يملكون ما يؤهلهم لتحقيق المصير الذاتي وتحديد الاختيارات ومن ثم تحمل مسؤولية الأفعال، بل أيضاً لأن مستقبل الشعوب والأوطان والعالم مرتبط عضوياً بالأطفال: فهم الغد، والمستقبل، والامتداد، والأفضل.

ولكن تحدق بهذه الفئة العمرية أخطار كثيرة، على رأسها ظاهرة الإدمان على الهواتف الذكية، والانغماس كلياً ولساعات طويلة في الإبحار في شبكات التواصل الاجتماعي.

لم يطلق العالم بعد صيحة الفزع اللازمة من هول هذا الإدمان المسكوت عنه الذي لا يقل خطورة وفتكاً عن إدمان المخدرات، حيث إن الانشداد الهائل نحو الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي يعد مخدراً وإدماناً، لهما عوارض ونتائج تماماً كالمخدرات. ربما إدمان العالم الافتراضي والإمساك الدائم بجهاز الهاتف أكثر خطورة لأننا لا نتعامل معه بوصفه إدماناً وهذا الأمر في حد ذاته مشكل كبير.

لا شك أن لكل جيل ما يشغله وطريقته وزمنه وما يلهيه، ولكن نحن بالفعل أمام جيل بصدد التشكل ويكاد يكون مقاطعاً لعادات وممارسات الجيل السابق له.

ونعتقد أنه كما انتبه العالم إلى غول الإرهاب من المهم أيضاً أن ينتبه إلى غول التبعية للعالم الافتراضي وإلى انعكاسات ذلك على جيل المستقبل الذي سيؤسس للعالم ويديره.

إننا نتحدث عن خطر يحدق بصحة الطفل الجسدية والعقلية والنفسية: أطفال يقضون ساعات من يومهم القصير وهم يتمسكون بهواتفهم الذكية ويُبحرون من شبكة تواصل اجتماعي إلى أخرى من دون أن يُقِيموا العلاقات، وهم يتعاملون مع غرباء ويتنمرون ويقعون ضحايا التنمر ويتعرضون لشتى أنواع الابتزاز. فلا ننسى أن المتربصين بالأطفال والشباب في العالم الافتراضي كثر، حيث يتم انتداب الشباب الناشئ للانغماس في الإرهاب، كما أن الأطفال كثيراً ما يقعون ضحايا ابتزاز جنسي وغيره، ويتورط عدد لا بأس به منهم ضحية الاتجار بالبشر في العالم الافتراضي الذي يستغل من خلاله خوف الأطفال لتحقيق مآرب خطيرة.

إلى جانب ذلك من المهم أن تدرك الأسر أن قضاء طفل ساعات على شبكات التواصل الاجتماعي، والتنقل من فيديو إلى آخر، يعنيان أن ذلك على حساب ساعات نومه اللازمة لتوازنه كطفل. لذلك نجد الأطفال الذين يُدمنون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية إنما يعانون من تشتت التركيز وتأثيرات سلبية أثبتها الأطباء والدراسات على النمو العقلي والعاطفي للطفل. فالإدمان الذي أصبح يلاحَظ في شتى الفضاءات: في البيوت والمطاعم ووسائل النقل، قد أثر في نفسية الأطفال وصحتهم فباتوا أكثر قلقاً وشعوراً بالخوف وأكثر ميلاً إلى العنف واستعداداً للتنمر.

كما أن هذا الإدمان لن تكون نتائجه الدراسية مُفرحة لاعتبارات عدة؛ أولها حالة الدمار الجسدي وقلة النوم وتراكم ذلك وانعكاسه على الاستعداد للانتباه والمتابعة والتحصيل الدراسي. ومن ناحية أخرى فإن الإبحار لساعات على شبكات التواصل الاجتماعي يعني عملياً أن العلاقة بالكتاب أصبحت منعدمة، وأن «الافتراضي» دفنها.

نعلم جيداً أن التعامل مع هكذا حالات من الإدمان ليس سهلاً، لذلك فإن الأولياء حتماً سيدخلون في علاقة توتر مع أبنائهم الذين سيقاومون تدخلهم، خصوصاً المراهقين منهم ويرفضونه ويعدونه هيمنة وتدخلاً في مساحتهم الشخصية. بل إن أغلب حالات التوتر بين الأولياء والأبناء تعود في غالبيتها إلى هذا الإدمان.

من هذا المنطلق نعتقد أن مواجهة هذا الغول من الإدمان المسكوت عنه يحتاج إلى تكاتف مؤسسات عدة بعضها مع بعض، وهي مؤسسات الأسرة والمدارس، إضافةً إلى أهمية سنّ إجراءات جريئة وصارمة تحمي الأطفال من هذا الإدمان الذي أصبح بصدد القضاء تدريجياً على قدرات الأطفال وتحويل خياراتهم نحو اللاشيء واللامعنى والتأثير في نموهم العقلي والعاطفي وحرمانهم من بناء تواصل اجتماعي حقيقي، الأمر الذي تنتج عنه حالات نفسية تميل إلى الانعزال والقلق والسلبية.

إننا نحتاج إلى تشريعات تحدد السن الأدنى وحجم التوقيت الأقصى مع توفير آليات مراقبة ناجعة لهذه الظاهرة. ولا شك في أن الطفولة بسبب هذا الإدمان العام والمتصاعد في خطر حقيقي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه الأطفال والإدمان التكنولوجي المسكوت عنه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib