متى تنتهي الحرب الأوكرانية
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

متى تنتهي الحرب الأوكرانية؟!

المغرب اليوم -

متى تنتهي الحرب الأوكرانية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

لا يوجد سؤال يلح على دول العالم، فضلاً على المحللين والمراقبين، قدر السؤال المذكور في عنوان المقال. الأسباب لذلك معروفة، فبعد جائحة «كورونا» كان الظن ذائعاً أن العالم سوف يدخل مرحلة انتعاش يعود فيه النمو الاقتصادي، وتعود الأسواق العالمية إلى الانتعاش مرة أخرى بكل ما يصاحب ذلك من ضجيج البهجة، وفوران السعادة. للأسف، لم يكن ذلك ما حدث، وبينما كان البلاء يلفظ أنفاسه، إذا ببلاء آخر يحل محله في شكل حرب ضروس تتورط فيها قوى عالمية مسلحة حتى الأسنان بالقنابل والصواريخ النووية. في البداية بدا الأمر الأوكراني بالنسبة لدول العالم كما لو كان مجرد مشاكسة ثقيلة الظل بين روسيا وحلف الأطلسي، وظهرت في شكل حشود عسكرية روسية بدت للضغط والحصول على تنازلات تخص وضع حلف الأطلسي لقواته في الدولة اللصيقة بالحدود الروسية. أغلبية من المراقبين - وبينهم كاتب هذه السطور - لم تصدق أن التهديدات الروسية جادة، ولا حتى عندما بدأت المصادر المخابراتية الأميركية تعلن بيقين أن روسيا عازمة على الهجوم العسكري. وكان ذلك هو ما حدث اعتباراً من 24 فبراير (شباط) الماضي عندما عبرت القوات الروسية على ثلاثة محاور إلى الأراضي الأوكرانية. ما جاء بعد ذلك كان متوقعاً وصدقت توقعاته - وفي المقدمة منها أن الدول التي تشن حرباً تعرف متى تبدأ الحرب، ولكنها من المؤكد لن تعرف متى تنتهي ربما إلا عندما تصل إلى الدرجة القصوى من الإنهاك.
الأمر هنا نابع من توافر متابعة توازنات القوى التي ترجح تفوق طرف على طرف آخر بالقدر الذي تؤدي حساباته إلى أمرين: أن النصر ممكن؛ وأنه سوف يحدث في فترة قصيرة تعود فيها الأمور إلى سيرتها الطيبة الأولى. في الحروب التي تلت الحرب العالمية الثانية من الحرب الكورية إلى حرب فيتنام إلى حرب أفغانستان الروسية والأخرى الأميركية، إلى حرب العراق، كانت تقديرات النصر خاطئة، وسبب أمد الحرب ذنوباً لا تغتفر. الحرب الأوكرانية الجارية ليست استثناء، فقد كانت القيادة الروسية عالمة متى تبدأ الحرب، بل إنها كانت محتسبة كثيراً من الخطوات الاقتصادية التي سوف يتخذها الغرب، ولكنها ما لبثت أن وقعت في الكثير من سوء التقدير حول العزيمة الأوكرانية، وفاعلية السلاح الغربي، وثبات الجندي الروسي وسوء أحوال الإمداد والتموين نتيجة بُعد المسافة وفساد التقدير.
دخلت الحرب إلى مراحل متعددة خلال فترة قصيرة نسبياً في عمر الحروب كان مسرحها أولاً العاصمة الأوكرانية كييف، ثم بعد الانتكاسة الروسية هناك بات المسرح شرق أوكرانيا وجنوبها، والآن دخلت الحرب مرحلة جديدة بالهجوم الأوكراني المضاد الذي حرر مواقع ودخل مدناً ودفع روسيا دفعاً إلى إعلان التعبئة العامة بتجنيد 300 ألف مقاتل جديد، مضافاً لها إجراء استفتاءات للتصويت بالانضمام إلى روسيا. وجاءت النتيجة على الطريقة السوفياتية التي تتعدى فيها النتيجة 98 في المائة، ومن وقتها سوف لا يصبح الهجوم الروسي على دولة أخرى، وإنما تحريراً لأجزاء من روسيا والتي ساعتها يصير استخدام السلاح النووي حلالاً. وسط هذه الحالة من التصعيد العسكري، فإنه لا توجد هناك إجابة صريحة للسؤال حول نهاية الحرب، خاصة أن هناك نوعين من التصعيد: الأول روسي كما سلف وهو التعبئة العامة التي تنقل «العملية العسكرية الخاصة»، كما سماها بوتين، إلى حالة الحرب الشاملة بين دولتين. والآخر أوكراني صعّد من الأهداف الأوكرانية من الحرب، ليس فقط بتحقيق الجلاء عن الأراضي الأوكرانية التي احتُلت خلال النزاع الأخير بما فيها إقليم الدونباس الذي كان محتلاً تقريباً قبل نشوب العمليات في فبراير الماضي، وإنما أكثر من ذلك الانسحاب الروسي من منطقة القرم، وفوق ذلك فرض عقوبات قاسية على موسكو بسبب قيامها بالعدوان. في نهاية خطابه الافتراضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي «إنني أستبعد أي تسوية يمكن أن تحدث حسب قواعد مختلفة».
هذه الحالة هي من حالات الحرب المستحكمة، فلا يمكن لروسيا أن تنهي الحرب بينما جنود التعبئة لم يصلوا إلى ميادين القتال بعد، وفي وهج ما يبدو انتصاراً للهجوم الأوكراني المضاد. وفي المقابل، فإن أوكرانيا لا يمكنها إنهاء الحرب بينما يحقق جنودها إنجازات على مسرح العمليات، وفوق ذلك يقف ممثلو الدول في الجمعية العامة يصفقون واقفين لخطاب زيلينسكي. الرياح تبدو مواتية في الأشرعة الأوكرانية؛ إذ بات العالم يضيق ذرعاً بالحرب التي شنّتها روسيا، ويبدو فيها الرئيس بوتين مستدعياً شخصيات غير محبوبة عبر التاريخ. في مثل هذه الحالة من الاستحكام الاستراتيجي، فإن جولة أخرى من الحرب تبدو ضرورية للطرفين، للطرف الروسي لأنه يريد إثبات أن توازن القوى لا يزال حاسماً لصالح روسيا، ومن ثم فإن العبارات التي قال بها وزير الخارجية الصيني من أن «السيادة والتكامل الإقليمي لكل الدول لا بد أن تحترم»؛ وتلك التي قال بها وزير الخارجية الهندي واصفاً الاعتداءات التي قامت بها القوات الروسية على أنها «مفزعة وجرت في وضح النهار، يجب ألا تمر من دون عقاب». في الأوقات العادية فربما كانت روسيا سوف تكون على استعداد للتراجع أمام ضغوط أصدقائها، ولكنها في وقت الاستحكام لا بد لها إثبات أنهم على خطأ.
الحروب الحديثة لا تبدو أنها تقتصر على الجبهات الخارجية التي جاء منها التهديد الذي أدى إلى الحرب، وإنما مع مضي الوقت، فإن الوقوف إلى جانب القيادة السياسية في لحظة محنة قومية سرعان ما يتراجع مع ارتفاع ثمن العمليات العسكرية بما دمر ومن سقط. حرب فيتنام، وكذلك الحرب الأفغانية - السوفياتية، وتلك الأفغانية - الأميركية، سرعان ما أصبحت حروباً من نوع آخر داخل الجماعات السياسية داخل المجتمع وفي صلب جهاز الدولة. وكثيراً ما وضعت الحرب الأولى في صلب أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي؛ وفي الوقت الراهن، فإن الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة تعاني من آثار الانقسام داخلها إزاء ثمن هذه الحروب من الأرواح والعتاد والاقتصاد. المساهمات الأوروبية في الحرب الأوكرانية فتحت الأبواب لليمين الأوروبي لكي يأتي إلى السلطة بنوازع «فاشية». الانتخابات الأخيرة في السويد وإيطاليا تضيف إلى حكام في المجر وبلغاريا مؤيدين جدداً لوجهة النظر التي ترى أن الحرب الأوكرانية باتت مكلفة للغاية ليس فقط لحاضر هذه الدول، وإنما أيضاً لمستقبلها. الاستنزاف الكبير للجماعة الأوروبية لرعاية اللاجئين الأوكرانيين، فضلاً على ضمان العون المستمر الاقتصادي والعسكري جعل من الاستمرار الأوكراني في الحرب عبئاً ثقيلاً وصلت نتائجه عبر المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة المشتعلة بالانتخابات المرتقبة للتجديد النصفي للكونغرس مصاحبة بتراجع ملحوظ في تأييد الجمهوريين لعون أوكرانيا.
ولكن الواضح من هذا الاستحكام المؤدي للصراع، أن الحروب تشل تماماً آليات حل المنازعات ودعم الاستقرار في العالم؛ وما أن تبدأ العمليات العسكرية وتأخذ الدول المتحاربة مواقف متصلبة، فإن سعير الحرب يستمر في انتظار نتائج جولة جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تنتهي الحرب الأوكرانية متى تنتهي الحرب الأوكرانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib