التوتر المغربي  الجزائري يؤذي البناء المغاربي

التوتر المغربي - الجزائري يؤذي البناء المغاربي

المغرب اليوم -

التوتر المغربي  الجزائري يؤذي البناء المغاربي

محمد الأشهب

لا تكتمل أي ترتيبات داخلية، مهما كانت نوعيتها وأهدافها، من دون امتدادات خارجية، في ضوء التشابك القائم في العلاقات. وعندما اتجهت الجزائر إلى البحث عن الوئام الذي أنقذها من تدهور الأوضاع الأمنية في الداخل، ارتفعت أصوات للمناداة بأن يشمل الانفتاح علاقاتها الإقليمية، تحديداً مع المغرب. طالما أن مرجعية المصالحة تعني الترفع عن الحزازات.

في المغرب أيضاً ساد اعتقاد يفيد بأن إزالة نتوءات الطريق التي كانت سبباً في تأزيم العلاقات مع الجزائر، في قضية الصحراء وملف الحدود المغلقة، قد تفسح في المجال أمام طي صفحة الماضي والاتجاه نحو حتمية التطبيع الإيجابي. لولا أن أكثر المبادرات جرأة وتنازلاً، بقيت من دون صدى. وفي أقل تقدير لم تبدد صورة النفور وعدم الثقة.

لم يحدث شيء في الاتجاه الصحيح، بمبرر أن الانكفاء على ترتيب الأوضاع الداخلية لم يترك مجالاً لاستشراف التحديات الإقليمية. وزاد في الاستسلام لهكذا منطق أن كل العواصم المغاربية كانت دخلت في سباق مع الزمن لتسوية قضايا محلية، ثم جاءت رياح الحراك الكبير لتعبث بكل الأوراق والاستحقاقات وتدخل المنطقة في مرحلة أشد انكفاء.

أكثر المواعيد والاستحقاقات إلحاحاً، لم تفلح في جذب بلدان الشمال الإفريقي إلى عتبة وفاق تاريخي. انهارت نظم وبرزت تحديات الفترات الانتقالية، لكن الهوة زادت اتساعاً بين الشركاء المغاربيين. تمددت التنظيمات الإرهابية وتراجع منسوب الأمن والاستقرار. ولم تقدر عواصم المنطقة على التزام سياسات واضحة في التنسيق والتعاون الأمني والسياسي.

في التشخيص الذي يسبق البحث عن العلاج، يلتقي المغاربة والجزائريون، كما الليبيون والتونسيون والموريتانيون في الإقرار أن لا بديل من الانفتاح والتضامن وتنسيق الجهود في مواجهة تحديات المرحلة. لكنهم في الواقع، ومن خلال السياسات التي ينهجونها أبعدوا الخيار المغاربي عن أجندة الاهتمام. وصار في الإمكان توقع أي شيء، إلا العودة إلى المربع الأول الذي كان يعول على إذابة تناقضات العواصم وخلافات السياسة في المشروع الكبير للبناء المغاربي.

مركز الخلل كامن في واقع أن العلاقات المغربية - الجزائرية تؤثر سلباً أو إيجاباً في المسار المغاربي. ليس لأن البلدين الجارين يشكلان قوة الثقل وقاطرة الانجذاب فحسب، ولكن لأن خلافاتهما تعطل كل المبادرات وتشتت الجهود. وعلى رغم أنهما توصلا إلى قناعة مبدئية لناحية إبعاد المنطقة عن سياسة المحاور والأقطاب المتعارضة، كما حدث يوم تحالف المغرب وليبيا في مواجهة إبرام اتفاق ثلاثي بين تونس والجزائر وموريتانيا، فقد أصبح الأمر من قبيل الماضي، إلا أن المستقبل لم ينفتح بعد على أفق أرحب يستوعب حقائق العصر، وفي مقدمتها أن بلدان الشمال الإفريقي لا تستطيع أن تصون مصالحها خارج الوئام المغاربي الشامل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوتر المغربي  الجزائري يؤذي البناء المغاربي التوتر المغربي  الجزائري يؤذي البناء المغاربي



GMT 23:14 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

ذاكرة الرجل الصامت

GMT 23:12 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

إسرائيل... لماذا تفوَّقت في لبنان وليس في اليمن؟

GMT 23:10 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

مشهد الشرق الجديد... من يرسمه؟

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سبب آخر للاستقالة

GMT 23:05 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

البديل الحوثي للبنان...

GMT 23:04 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

التجويع بهدف التركيع

GMT 23:02 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

إلى متى ستعيش إسرائيل في رعب وتوجُّس؟

GMT 23:00 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

ماذا لو رد «الجميل» السلام؟!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 16:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بورصة مسقط تتراجع 16.3 نقطة وتغلق عند 4273.44 نقطة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib