الصين وحل الأزمة الأوكرانية
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

الصين وحل الأزمة الأوكرانية

المغرب اليوم -

الصين وحل الأزمة الأوكرانية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

التيار العام للتحليل السياسى داخل مصر وخارجها يُجمع على أن الأزمة/ الحرب الأوكرانية سوف تمضى بنا إلى عام آخر؛ وفى الأغلب أعوام أخرى. وإذا ما قيس الزمن على ما فات فإن ما سوف يأتى سيكون فيه أولًا الكثير من المفاجآت، فلم يكن أحد يعلم أن روسيا كانت جادة فى حشدها على الحدود الأوكرانية لكى يصب بعد ذلك فى حرب كبرى. وثانيًا فإن أحدًا لم يكن يعلم أن الحرب لن تكون نزهة روسية، وإنما سوف ينجح الأوكرانيون فى الصمود، وأكثر من ذلك الانتصار فى معارك. وثالثًا فإن أحدًا لم يتوقع أن يُظهر الغرب قدرة تفرض العقوبات على روسيا، وتوسيع حلف الأطلنطى بضم فنلندا والسويد، وتوالى أوكرانيا بالإمدادات والمعونات واستضافة لاجئين أوكرانيين بالملايين. ورابعًا أن الصين رغم ظاهرها الذى يبدو واقفًا فى المعسكر الروسى، فإنه فى الحقيقة يعكس موقفًا معقدًا بأكثر مما يتصور الكثيرون. من ناحية وقفت الصين مع روسيا فى الحاجة إلى مراجعة النظام الدولى، الذى تكون بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو ما تبين من بيان مشترك صدر فى ٤ فبراير قبل نشوب الحرب. أكثر من ذلك فإن بكين كانت متفهمة ومساندة للموقف الروسى الرافض لتوسعات حلف الأطلنطى فى اتجاه أوكرانيا أو أى اتجاهات أخرى. الصين هنا متوجسة من التحركات الأمريكية والغربية فى القارة الأوروبية، ولديها ما هو أكثر من الهواجس المتعلقة بالتحركات بالقرب من بحر الصين الجنوبى ومنطقة «الإندو باسفيك»، والذى تقول واشنطن صراحة إنه لدعم المصالح الغربية فى المنافسة الجارية مع الصين، فى إطار الانقسام العالمى ما بين «الديمقراطيين» و«السلطويين».

.. لكن الصين من ناحية أخرى لم تصدق أبدًا على الضم الروسى لإقليم القرم، الذى جاء فى قسمة انهيار الاتحاد السوفيتى فى الصحن الأوكرانى، ومن ثَمَّ فإن الخطوة الروسية تفتح أبواب جهنم، وهو ما حدث فعليًّا بغزو أوكرانيا. الصين مرة أخرى لا تقبل الدخول العسكرى الروسى إلى دولة ذات سيادة، عضو فى الأمم المتحدة، التى يقضى ميثاقها باحترام التكامل الإقليمى للدول الأعضاء. من هنا كان الموقف الرسمى للدولة الصينية فى جلسات التصويت المتنوعة أمام أى من منظمات الأمم المتحدة- مجلس الأمن أو الجمعية العامة- هو «الامتناع» عن التصويت لتحقيق التوازن ما بين مصالحها القومية التى تدفعها إلى الاقتراب من الموقف الروسى؛ ومصالحها القومية الأخرى فى وجود نظام دولى مستقر قائم على قواعد تصدق على جميع أعضاء الأمم المتحدة. الصين هنا تشكل مقتربها الخاص من العلاقات الدولية، وهو الذى يعطى لبكين الفرصة ليس فقط فى الاعتراف بها باعتبارها قوة عظمى وقطبًا دوليًّا معتبرًا، وإنما يفتح أبواب العالم للصين باعتبارها قوة اقتصادية وتكنولوجية فى المقام الأول ولا تنجح بدون عالم مستقر، ولا يقع تحت التهديد الدائم لاستخدام القوة العسكرية تقليدية كانت أو نووية. النتيجة هى أن الصين لا توجد لها مصلحة فى انفجار الحرب الأوكرانية، ومن ثَمَّ فإن موقفها الحالى ومبادرتها الداعية إلى فتح أبواب التفاوض ما بين روسيا وأوكرانيا تبدو أصيلة فى اتجاه إخراج العالم من الورطة التى ألَمّت به.

هذه صين مختلفة عن تلك التى عرفها جيلنا من قبل؛ فالحقيقة هى أنها لم تكن أبدًا بعيدة عن تاريخ جيلنا، الذى عاش تجارب تاريخية متنوعة، بدأت بذكريات المرحلة الليبرالية فى التاريخ العربى، والتى اختلطت فيها الملكية مع الاحتلال والنضال فى حزمة واحدة؛ ثم تلتها وقائع المرحلة القومية، التى امتزجت فيها الجمهورية مع الوحدة مع المواجهة مع الاستعمار وإسرائيل؛ وفى مرحلة من المراحل بدا كما لو أن تنويعات مختلفة من الفلسفات الاشتراكية قد حلت فى العقل والتنظير السياسى. هنا تحديدًا وردت الصين كشخصية دولية معتبرة لأنها أولًا دولة مناهضة للاستعمار؛ وثانيًا لأنها كانت مؤيدة للحقوق الفلسطينية، وثالثًا لأنها كانت تمثل الجانب المجدد فى النظرية الماركسية، حيث كان «لينين» يرى فى الطبقة العاملة قيادة المسيرة الإنسانية نحو التحرر والتقدم، أما «ماوتسى تونج» فقد أدخل الفلاحين فى المقدمة الطليعية. كان معرض الكتاب فى القاهرة يحتوى دائمًا خلال الستينيات من القرن الماضى على جناح صينى ممتلئ حتى الحافة بكتابات «ماو»، وفى مقدمتها «الكتاب الأحمر»، الذى كان فيه الكثير من أقواله وحكمته. العالم بعد ذلك تغير كثيرًا، ومعه كانت الصين تتغير بطريقة أسرع، وعندما انتهت الحرب الباردة فى العالم، ومعها الاتحاد السوفيتى، فإن الصين التى استمرت على نهجها بدَت أشد قدرة على التعامل مع العواصف والأنواء التى ولّدتها «العولمة» من زميلتها، وأحيانًا حليفتها الاشتراكية السابقة فى موسكو. أصبحت الصين ظاهرة على الساحة العالمية بتقدمها الاقتصادى، ومركزيتها فى سلاسل التوريد العالمية، ومشروعها الدولى «الحزام والطريق»، وارتفاع كعبها المتزايد فى الإبداع التكنولوجى، بما فيه تكنولوجيا الفضاء.

خلاصة ما سبق أن التعامل مع الصين، وكأنها تشكل مع روسيا حزمة واحدة من العداء للغرب، هو قول يجانبه الصواب، خاصة أن الأسواق الغربية أشد اتساعًا بكثير من الأسواق الروسية، ولكن بكين لا تريد أن تقع ضحية الجماعة الأيديولوجية الليبرالية فى الولايات المتحدة. هنا فإن المبادرة الدبلوماسية الصينية لا تعبر فقط عن موقف صينى أصيل، ولكنها فى نفس الوقت تملأ فراغًا لا يوجد طرف آخر يستطيع التعامل معه. لقد كان عالِم السياسة الأمريكى «جوزيف ناى» صادقًا تمامًا حينما توقع أن يكون هناك «شتاء دبلوماسى» فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، حيث لا توجد قوة فى العالم تستطيع الدخول فى هذا المعترك الشائك. الصين وحدها تستطيع ذلك بحكم علاقاتها القوية بالطرف الروسى، الذى لا يوجد لديه إلا بكين، التى يمكنها أن تعينه، إن لم يكن فى الحرب، ففى السلام؛ وبحكم أنها رغم كل شىء، فإن هناك درجات غير قليلة من الاعتماد الاقتصادى المتبادل مع الغرب، فضلًا عن الحقيقة الكبرى بأن كثيرًا من القضايا العالمية المهمة- التغير المناخى وانتشار الأوبئة وأمور أخرى لا تقل أهمية فى التجارة العالمية- لا يمكن تناولها إلا بتعاون صينى أمريكى مباشر.

الخطان الأبرز فى المبادرة الصينية هما الحفاظ على التكامل الإقليمى للدول، وهو فى صالح أوكرانيا، ورفع التهديد الجسيم للدول من خلال التحالفات العسكرية، وهو فى صالح روسيا، يعبران عن كفتى الميزان فى مفاوضات لابد أن تكون صعبة حاليًا، وأشد صعوبة إذا ما بدأت عمليات الربيع العسكرية المنتظرة. كفتا الميزان تلخصان، مثل قاعدة الأرض مقابل السلام، الشائعة فى «عملية السلام» العربية الإسرائيلية، الحالة الروسية الأوكرانية. النقاط الاثنتا عشرة فى المبادرة الصينية هى محض تفاصيل أولية، الجد الذى سوف يأتى بعدها كان موافقة الطرفين الروسى والأوكرانى على فتح باب التفاوض، ولكن ما بعد ذلك سوف يكون فى تفاصيله الكثير من الشياطين، ما لم يظن طرف هنا أو هناك أنه يستطيع حسم الأمر فى ميدان المعركة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين وحل الأزمة الأوكرانية الصين وحل الأزمة الأوكرانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib